للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٠ - وَأخرج حميد فِي ترغيبه عَن إِيَاس بن بكير أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة كتب لَهُ أجر شَهِيد وَوُقِيَ فتْنَة الْقَبْر

٢٢ - وَأخرج من طَرِيق إِبْنِ جريج عَن عَطاء بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من مُسلم أَو مسلمة يَمُوت لَيْلَة الْجُمُعَة أَو يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا وقِي عَذَاب الْقَبْر وفتنة الْقَبْر وَلَقي الله وَلَا حِسَاب عَلَيْهِ وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَمَعَهُ شُهُود يشْهدُونَ لَهُ بِالْجنَّةِ أَو طَابع وَهَذَا الحَدِيث لطيف صرح فِيهِ بِنَفْي الْفِتْنَة وَالْعَذَاب مَعًا وَقد إجتمع مِمَّا ذَكرْنَاهُ جمَاعَة لَا يسْأَلُون وَإِن عممنا كل شَهِيد إتسع الْأَمر فَإِن الشُّهَدَاء أَكثر من ثَلَاثِينَ أفردتهم بكراسة وَمِمَّا كثر عَلَيْهِ السُّؤَال عَنهُ الْأَطْفَال هَل يسْأَلُون وَهَذِه الْمَسْأَلَة ذكرهَا إِبْنِ الْقيم فِي كتاب الرّوح وَحكى فِيهَا قَوْلَيْنِ للحنابلة أَحدهمَا نعم لحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى على صبي فَقَالَ اللَّهُمَّ قه عَذَاب الْقَبْر وَهَذَا الَّذِي جزم بِهِ الْقُرْطُبِيّ وَقَالَ إِن الْعقل يكمل لَهُم ليعرفوا بذلك مَنْزِلَتهمْ وسعادتهم ويلهمون الْجَواب عَمَّا يسْأَلُون عَنهُ قلت وَقد قَالَ بِهِ الضَّحَّاك فَأخْرج إِبْنِ جرير عَن جُوَيْبِر قَالَ مَاتَ للضحاك بن مُزَاحم إِبْنِ سِتَّة أَيَّام فَقَالَ إِذا وضعت إبني فِي لحده فأبرز وَجهه وَحل عقده فَإِنِّي إبني يجلس للسؤال فَقلت عَم يسْأَل قَالَ عَن الْمِيثَاق الَّذِي أقرّ بِهِ فِي صلب آدم الثَّانِي لَا لِأَن السُّؤَال إِنَّمَا يكون لمن عقل الرَّسُول والمرسل فَيسْأَل هَل آمن بالرسول وأطاعه أم لَا وَالْجَوَاب عَن الحَدِيث أَنه لَيْسَ المُرَاد فِيهِ بِعَذَاب الْقَبْر عُقُوبَته وَلَا السُّؤَال بل مُجَرّد الْأَلَم بالهم وَالْغَم وَالْحَسْرَة والوحشة والضغطة الَّتِي تعم الْأَطْفَال وَغَيرهم وَهَذَا القَوْل هُوَ الصَّحِيح بل الصَّوَاب وَقد قَالَ النَّسَفِيّ فِي بَحر الْكَلَام الْأَنْبِيَاء وَأَطْفَال الْمُؤمنِينَ لَيْسَ عَلَيْهِم حِسَاب وَلَا عَذَاب الْقَبْر وَلَا سُؤال مُنكر وَنَكِير وَقد جزم أَصْحَابنَا الشَّافِعِيَّة بِأَن الطِّفْل لَا يلقن بعد الدّفن وَأَن التَّلْقِين يخْتَص بالبالغ هَكَذَا ذكره النَّوَوِيّ فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا وَهُوَ دَلِيل على أَن الْأَطْفَال لَا يسْأَلُون وَقد أفتى بِهِ الْحَافِظ إِبْنِ حجر كَمَا تقدم نَقله عَنهُ

<<  <   >  >>