ثَلَاثًا حَتَّى مَاتَ فَدفن إِلَى جنبه
٦٤ - وَأخرج الإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد وإبن أبي الدُّنْيَا من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير عَن يزِيد بن شُرَيْح الهيثمي أَنه سمع صَوتا من قبر
(إِن تزوروا الْيَوْم أمثالنا فقد ... كُنَّا أمثالكم وَفِي الْحَيَاة كشكلكم)
(فَتلك الْبَيْدَاء تسفي رياحها ... وَنحن فِي مَقْصُورَة لَا ننالكم)
(فَمن يَك منا فَلَيْسَ يُرَاجع ... فَتلك دِيَارنَا وَهِي مصيركم)
٦٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن سُلَيْمَان بن يسَار الخضرمي قَالَ كَانَ قوم يَسِيرُونَ بالمقابر إِذا سمعُوا من قبر قَائِلا يَقُول
(يَا أَيهَا الركب سِيرُوا ... من قبل أَن لَا تسيروا)
(فَهَذِهِ الدَّار حَقًا ... فِيهَا إِلَيْنَا الْمصير)
(فَكَمَا كُنْتُم كُنَّا ... فغيرنا ركب الْمنون)
(وسوف كَمَا كُنَّا تَكُونُونَ ... )
(كم منعم فِي نعيم ... وتسلبه الدهور)
(وَآخر فِي عَذَاب ... لبئس ذَاك الْمصير)
٦٦ - وَأخرج إِبْنِ الْجَوْزِيّ فِي كتاب عُيُون الحكايات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْوراق قَالَ خرج رجل مَعَ إبنه حَتَّى إِذا كَانَا بِبَعْض الطَّرِيق مَاتَ الْأَب فدفنه بشجر الدوم وَمضى فِي سَفَره ثمَّ مر بذلك الْموضع لَيْلًا فَلم ينزل إِلَى قبر أَبِيه فَإِذا هَاتِف يَهْتِف وَيَقُول شعرًا
(أجدك تطوي الدوم لَيْلًا وَلَا ترى ... عَلَيْك لأهل الدوم أَن تتكلما)
(وبالدوم ثاو لَو ثويت مَكَانَهُ ... فَمر بِأَهْل الدوم عاج فسلما)
٦٧ - وَأخرج أَبُو نعيم وإبن عَسَاكِر عَن سَلمَة قَالَ كَانَ خَالِد بن معدان يسبح فِي الْيَوْم أَرْبَعِينَ ألف تَسْبِيحَة سوى مَا يقْرَأ من الْقُرْآن فَلَمَّا مَاتَ وَوضع على سَرِيره ليغسل جعل بِأُصْبُعِهِ كَذَا يحركها يَعْنِي بالتسبيح