للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٥ - وَقَالَت طَائِفَة الْأَرْوَاح فِي الأَرْض ثمَّ اخْتلفُوا فَقَالَت فرقة الْأَرْوَاح تَسْتَقِر على أفنية الْقُبُور قَالَه إِبْنِ وضاح وَحَكَاهُ إِبْنِ حزم عَن عَامَّة أَصْحَاب الحَدِيث وَرجح إِبْنِ عبد الْبر أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي الْجنَّة وأرواح غَيرهم على أفنية الْقُبُور فتسرح حَيْثُ شَاءَت وَاسْتَدَلُّوا بِأَحَادِيث السَّلَام عَلَيْهِم وَعرض المقعد وَلَا دَلِيل فِي ذَلِك على أَن الْأَرْوَاح لَيست فِي الْجنَّة فَإِن الْعرض على الْجَسَد وللروح بِهِ إتصال وَالروح وَحدهَا فِي الْجنَّة وَكَذَا السَّلَام على أهل الْقُبُور لَا يدل على إستقرار أَرْوَاحهم على أفنية قُبُورهم فَإِنَّهُ يسلم على قُبُور الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء وأرواحهم فِي أَعلَى عليين وَلَكِن لَهَا مَعَ ذَلِك إتصال سريع بالجسد وَلَا يعلم كنه ذَلِك وكيفيته على الْحَقِيقَة إِلَّا الله عز وَجل وَيشْهد لذَلِك الْأَحَادِيث المروية فِي أَن النَّائِم يعرج بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْش هَذَا مَعَ تعلقهَا بِبدنِهِ وَسُرْعَة عودهَا إِلَيْهِ عِنْد إستيقاظه فأرواح الْمَوْتَى المتجردة عَن أبدانهم أولى بعروجها إِلَى السَّمَاء وعودها إِلَى الْقَبْر فِي مثل تِلْكَ السرعة

٧٦ - وَقَالَت فرقة تجمع الْأَرْوَاح بِموضع من الأَرْض فأرواح الْمُؤمنِينَ تجمع بالجابية وَقيل ببئر زَمْزَم وأرواح الْكفَّار تجمع ببئر برهوت وَرجحه القَاضِي أَبُو يعلى من الْحَنَابِلَة فِي كِتَابَة الْمُعْتَمد وَهُوَ مُخَالف لنَصّ أَحْمد أَن أَرْوَاح الْكفَّار فِي النَّار وَلَعَلَّ لبئر برهوت إتصالا بجهنم فِي قعرها كَمَا رُوِيَ فِي الْبَحْر أَن تَحْتَهُ جَهَنَّم وَفِي كتاب الحكايات لأبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عِيسَى الطرسوسي حَدثنَا حَامِد بن يحيى بن سليم قَالَ كَانَ عندنَا بِمَكَّة رجل من أهل خُرَاسَان يودع الودائع فيؤديها فأودعه رجل عشرَة آلَاف دِينَار وَغَابَ وَحضر الْخُرَاسَانِي الْوَفَاة فَمَا ائْتمن أحدا من أَوْلَاده عَلَيْهَا فدفنها فِي بعض بيوته وَمَات فَقدم الرجل وَسَأَلَ بنيه فَقَالُوا مَا لنا بهَا علم فسألوا الْعلمَاء الَّذين كَانُوا بِمَكَّة وهم يَوْمئِذٍ متوافرون فَقَالُوا مَا نرَاهُ إِلَّا من أهل الْجنَّة وَقد بلغنَا أَن أَرْوَاح أهل الْجنَّة فِي زَمْزَم فَإِذا مضى من اللَّيْل ثلثه أَو نصفه فأت زَمْزَم فقف على شفيرها ثمَّ ناده فَإنَّا نرجو أَن يجيبك فَإِن أجابك فسله عَن مَالك فَذهب كَمَا قَالُوا فَنَادَى أول لَيْلَة وثانية وثالثة فَلم يجب فَرجع إِلَيْهِم فَقَالَ ناديت ثَلَاثًا فَلم

<<  <   >  >>