الَّتِي خرجت من الدُّنْيَا وَهِي بِاللَّه مُؤمنَة اللَّهُمَّ أَدخل عَلَيْهِم روحا مِنْك وَسلَامًا منا فَإِنَّهُ مَعَ ضعف سَنَده مؤول بِأَن المُرَاد بِفنَاء الْأَرْوَاح ذهابها من الأجساد الْمُشَاهدَة فَائِدَة
٨٣ - قَالَ إِبْنِ الْقيم للنَّفس أَرْبَعَة دور كل دَار أعظم من الَّتِي قبلهَا الأولى بطن الْأُم وَذَلِكَ مَحل الْحصْر والضيق وَالْغَم والظلمات الثَّلَاث الثَّانِيَة هَذِه الدَّار الَّتِي نشأت فِيهَا وألفتها واكتسبت فِيهَا الْخَيْر وَالشَّر الثَّالِثَة دَار البرزخ وَهِي أوسع من هَذِه الدَّار وَأعظم وَنسبَة هَذِه الدَّار إِلَيْهَا كنسبة الدَّار الأولى إِلَى هَذِه
الرَّابِعَة الدَّار الَّتِي لَا دَار بعْدهَا دَار الْقَرار الْجنَّة أَو النَّار وَلها فِي كل دَار من هَذِه الدّور حكم وشأن غير شَأْن الْأُخْرَى
قلت وَيدل لما ذكره فِي الثَّالِثَة مَا أخرجه إِبْنِ أبي الدُّنْيَا من مُرْسل سليم بن عَامر الجنائزي مَرْفُوعا إِن مثل الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا كَمثل الْجَنِين فِي بطن أمه إِذا خرج من بَطنهَا بَكَى على مخرجه حَتَّى إِذا رأى الضَّوْء ورضع لم يحب أَن يرجع إِلَى مَكَانَهُ وَكَذَلِكَ الْمُؤمن يجزع من الْمَوْت فَإِذا أقضى إِلَى ربه لم يحب أَن يرجع إِلَى الدُّنْيَا كَمَا لَا يحب الْجَنِين أَن يرجع إِلَى بطن أمه
٨٤ - وَأخرج أَيْضا من مُرْسل عَمْرو بن دِينَار أَن رجلا مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصبح هَذَا مرتحلا من الدُّنْيَا فَإِن كَانَ قد رَضِي فَلَا يسره أَن يرجع إِلَى الدُّنْيَا كَمَا لَا يسر أحدكُم أَن يرجع إِلَى بطن أمه
٨٥ - وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا شبهت خُرُوج الْمُؤمن من الدُّنْيَا إِلَّا كَمثل خُرُوج الصَّبِي من بطن أمه من ذَلِك الْغم والظلمة إِلَى روح الدُّنْيَا
فَائِدَة
٨٦ - حكى اليافعي فِي كِفَايَة المعتقد عَن الشَّيْخ عمر بن الفارض أَنه حضر جَنَازَة رجل من الْأَوْلِيَاء قَالَ فَلَمَّا صلينَا عَلَيْهِ وَإِذا الجو قد إمتلأ بطيور