فَيَقُولَانِ لَهُ من رَبك فَيَقُول هاه هاه لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دينك فَيَقُول هاه هاه لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرجل الَّذِي بعث فِيكُم فَيَقُول هاه هاه لَا أَدْرِي فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن كذب عَبدِي فافرشوا لَهُ من النَّار وألبسوه من النَّار وافتحوا لَهُ بَابا إِلَى النَّار فيأتيه من حرهَا وسمومها ويضيق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف فِيهِ أضلاعه ويأتيه رجل قَبِيح الْوَجْه قَبِيح الثِّيَاب منتن الرّيح فَيَقُول أبشر بِالَّذِي يسوؤك هَذَا يَوْمك الَّذِي كنت توعد فَيَقُول من أَنْت فوجهك الَّذِي يَجِيء بِالشَّرِّ فَيَقُول أَنا عَمَلك الْخَبيث فَيَقُول رب لَا تقم السَّاعَة
٢ - وَأخرج أَبُو يعلى فِي مُسْنده وإبن أبي الدُّنْيَا من طَرِيق يزِيد الرقاشِي عَن أنس عَن تَمِيم الدَّارِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَقُول الله لملك الْمَوْت إنطلق إِلَى وليي فائتني بِهِ فَإِنِّي قد جربته بالسراء وَالضَّرَّاء فَوَجَدته حَيْثُ أحب فائتني بِهِ لأريحه من هموم الدُّنْيَا وغمومها فَينْطَلق إِلَيْهِ ملك الْمَوْت وَمَعَهُ خَمْسمِائَة من الْمَلَائِكَة وَمَعَهُمْ أكفان وحنوط من حنوط الْجنَّة وَمَعَهُمْ ضبائر الريحان أصل الريحانة وَاحِد وَفِي رَأسهَا عشرُون لونا وَلكُل لون مِنْهَا ريح سوى ريح صَاحبه وَمَعَهُمْ الْحَرِير الْأَبْيَض وَفِيه الْمسك الأذفر فيجلس ملك الْمَوْت عِنْد رَأسه وتحتوشه الْمَلَائِكَة وَيَضَع كل ملك مِنْهُم يَده على عُضْو من أَعْضَائِهِ ويبسط ذَلِك الْحَرِير الْأَبْيَض والمسك الأذفر تَحت ذقنه وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة قَالَ فَإِن نَفسه لتعلل عِنْد ذَلِك بِطرف الْجنَّة مرّة بأزواجها وَمرَّة بسكوتها وَمرَّة بثمارها كَمَا يُعلل الصَّبِي أَهله إِذا بَكَى وَإِن أَزوَاجه ليبتهشن عِنْد ذَلِك إبتهاشا قَالَ وتنزر الرّوح نَزْوًا وَيَقُول ملك الْمَوْت أَخْرِجِي أيتها الرّوح الطّيبَة إِلَى سدر مخضود وطلح منضود وظل مَمْدُود وَمَاء مسكوب قَالَ ولملك الْمَوْت أَشد تلطفا بِهِ من الوالدة بِوَلَدِهَا يعرف أَن ذَلِك الرّوح حبيب إِلَى ربه كريم على الله فَهُوَ يلْتَمس بِلُطْفِهِ بِتِلْكَ الرّوح رضَا الله عَنهُ فتسل روحه كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين قَالَ وَإِن روحه لتخرج وَالْمَلَائِكَة حوله يَقُولُونَ سَلام عَلَيْكُم أدخلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {الَّذين تتوفاهم الْمَلَائِكَة طيبين}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute