للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفساد لغة: ضد الصلاح.

شرعاً: وصف غير صحيح في العبادة

والمفسدات مرادفة للمبطلات في العبادات، والفساد في العبادات يفيد البطلان وهو خروج العبادة عن كونها عبادة.

أما الفساد في المعاملات فهو ما كان مشروعاً بأصله دون وصفه فيمكن تصحيحه.

فالفاسد غير الباطل في المعاملات، وفي العبادات لا فرق بين الفاسد والباطل بل كل تجب إعادته، فإذا فسدت الصلاة وجب إعادتها في الوقت أو قضاؤها بعد الوقت.

ومفسدات الصلاة هي:

-١ - الكلام: وهو النطق بحرفين ولو لم يُفهما، أو بحرف واحد مفهم، سواء كان النطق سهواً أو عمداً أو خطأ، لما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كنا نسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فيردّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي، سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله! كنا نسلّم عليك في الصلاة فتردّ علينا. فقال: إن في الصلاة شُغلاً) (١) ، وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل يُحدث من أمره ما يشاء، وإنه قد أحدث من أمره أنه لا يُتكلم في الصلاة) (٢) .

ويترتب على تحريم الكلام في الصلاة:

أ - يفسد الصلاة الدعاء بما يشبه كلام الناس مما ليس في قرآن ولا سنة ويمكن طلبه من الناس، فعن معاوية بن الحكم السلّمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) (٣) .

ب - يفسد الصلاة السلام بنية التحية ولو سهواً، لما روي عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فبعثني في حاجة. فرجعت وهو يصلي على راحلته. ووجهه على غير القبلة. فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ. فلما انصرف قال: (إنه لم يمنعني أن أردّ عليك إلا أني كنت أصلي) (٤) . أما لفظ السلام بغير نية التحية فلا يفسد الصلاة سهواً، لأنه من جنسها، كما لو ظن أنه أتم الصلاة فسلم ثم تبين له أنه لم يتمها فلا فساد. وأما إذا سلم على رأس الركعتين من الرباعية ساهياً ظاناً أنها الفجر أو أنه مسافر أو أن فرضه ركعتان فقد فسدت صلاته.

جـ - يفسد الصلاة التنحنح والتأفيف (٥) والأنين إلا إذا كان خوف النار.

د - يفسد الصلاة كل كلام كان ذكراً إذا قصد به جواب سؤال كقوله: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} .


(١) مسلم: ج ١ / كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ٧/٣٤.
(٢) النسائي: ج ٣ / ص ١٩.
(٣) مسلم: ج ١ / كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ٧/٣٣.
(٤) مسلم: ج ١ / كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ٧/٣٨.
(٥) التنحنح: تردُّد الصوت في الصدر، والتأفيف: أن يقول أف أو تف لنفخ التراب أو التضجر. وقيل أف اسم لوسخ الأظافر أو الأذن وتف اسم لوسخ البراجم.

<<  <   >  >>