للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-٣ - سنة الضحى:

وهي أربع ركعات على المختار لتواتر الأخبار الصحيحة فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضّحى أربعاً. ويزيد ما شاء الله) (١) . وقد جاء في تفسير قوله تعالى {وإبراهيم الذي وفّى} (٢) أنه وفّى عمل يومه بأربع ركعات من الضحى (٣) . والأفضل المواظبة عليها.

ويبدأ وقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها: بـ {والشمس وضحاها} و {والضحى} .

وتصح من أربع إلى اثنتي عشرة ركعة وأفضلها ثمان، فقد روت أم هانئ رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة. فصلى ثماني ركعات. ما رأيته صلى صلاة قط أخفّ منها. غير أنه كان يتم الركوع والسجود) (٤) .

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من العابدين، ومن صلى ستاً كُفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين (٥) ، ومن صلى ثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة. وما من يوم وليلة إلا لله مَنٌّ يمن به على عباده وصدقة، وما منّ الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره) (٦) .

وتقوم صلاة الضحى مقام الصدقات الواجبة على كل مِفْصَل من بني آدم إذا أصبح آمناً في سِرْبِه معافى في جسده. فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة. فكل تسبيحة صدقة. وكل تحميدة صدقة. وكل تهليلة صدقة. وكل تكبيرة صدقة. وأمر بالمعروف صدقة. ونهيٌ عن المنكر صدقة. ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى) (٧) .


(١) مسلم: ج ١ / كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب ١٣/٧٩.
(٢) النجم: ٣٧.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير.
(٤) مسلم: ج ١ / كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب ١٣/٨٠.
(٥) القَانِت: القائم بالطاعة الدائم عليها.
(٦) مجمع الزوائد: ج ٢ / ص ٢٣٧، رواه الطبراني في الكبير.
(٧) مسلم: ج ١ / كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب ١٣/٨٤.

<<  <   >  >>