للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنن الوقوف بمزدلفة:

-١ - يسن المبيت في المزدلفة ليلة النحر، فيتوجه الحاج إليها بعد غروب شمس يوم عرفة، لما روي عن أسامة رضي الله عنه قال: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم) (١) .

-٢ - أن يصلي فيها المغرب جمعاً معه العشاء بأذان وإقامة واحدة، لما روي عن أشعث ابن سُليم عن أبيه قال: (أقبلت مع ابن عمر من عرفات إلى المزدلفة، فلم يكن يفتر من التكبير والتهليل حتى أتينا المزدلفة فأذن وأقام، أو أمر إنساناً فأذن وأقام، فصلى بنا المغرب ثلاث ركعات، ثم التفت إلينا فقال: الصلاة، فصلى بنا العشاء ركعتين ... فقيل لابن عمر في ذلك فقال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا) (٢) . وإن فصل بينهما أعاد بالإقامة للعشاء، لما روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: ( ... حتى قدمنا المزدلفة - أي مع النبي صلى الله عليه وسلم - فأقام المغرب ثم أناخ الناس في منازلهم، ولم يحلوا حتى أقام العشاء فصلى ثم حل الناس) (٣) . ولو صلى المغرب بعرفة أو في الطريق يعيدها إذا وصل مزدلفة لأنها غير جائزة، وإنما تنقلب جائزة بطلوع الفجر.

-٣ - أن ينزل بجانب جبل قُزَح.

-٤ - أن يجمع من المزدلفة سبعين حصاة بقدر حَبّ الباقلاَّء (٤) .

-٥ - أن يكثر من التكبير والتهليل والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} (٥) .

-٦ - أن يقف عند المشعر الحرام فيذكر الله تعالى ويجتهد في الدعاء، لقوله تعالى: {فاذكروا الله عند المشعر الحرام} (٦) ، وللحديث المتقدم: ( ... حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وهلله ووحده) .

ومن مأثور الدعاء قبل صلاة المغرب والعشاء: "اللهم إني أسألك أن ترزقني جوامع الخير، وأن تجعلني ممن سألك فأعطيته، ودعاك فأجبته، وتوكل عليك فكَفَيْتَه، وآمن بك فهدَيْتَه". فإذا فرغ من الصلاة يقول: "اللهم حرِّم لحمي وشعري ودمي وعظمي وجميع جوارحي على النار، يا أرحم الراحمين". ويسأل الله تعالى إرضاء الخصوم، فإن الله تعالى وعد ذلك لمن طلبه في هذه الليلة، فعن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة. فأجيب: إني قد غفرت لهم، ما خلا المظالم فإني آخذ للمظلوم منه. قال: أي رب! إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة، وغفرت للظالم. فلم يجبه عشيته. فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء. فأجيب إلى ما سأل. قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) (٧) .

ويدعو بعد صلاة الفجر فيقول بعد التلبية والتكبير والتهليل: "اللهم أنت خير مطلوب وخير مرغوب إليه، إلهي لكل وفد جائزة وقِرى، فاجعل اللهم جائزتي وقِراي في هذا المقام أن تتقبل توبتي وتتجاوز عن خطيئتي وتجمع على الهدى أمري. اللهم ارحمني، وأجرني من النار، وأوسع عليَّ الرزق الحلال. اللهم لا تجعله آخر العهد بهذا الموقف، وارزقنيه أبداً ما أحيَيْتَني برحمتك يا أرحم الراحمين".

-٧ - أن يمشي بسكينة وهدوء عند الدفع من مزدلفة، لما روي عن جابر رضي الله عنه قال: ( ... وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس السكينة السكينة) (٨) .


(١) أبو داود: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٦٤/١٩٢٤.
(٢) أبو داود: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٦٥/١٩٣٣.
(٣) البيهقي: ج ٥ / ص ١٢٢.
(٤) الباقلاَّء: الفول.
(٥) البقرة: ١٩٩.
(٦) البقرة: ١٩٨.
(٧) ابن ماجة: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٥٦/٣٠١٣.
(٨) مسلم: ج ٢ / كتاب الحج باب ١٩/١٤٧.

<<  <   >  >>