للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنن الرمي:

-١ - أن يكون رمي الحصى المرمي به قدر حصى الخذف بمقدار الحُمُّصَة وقيل الفولة أو الأُنْمُلَة لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: (هات اُلقط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخَذْف فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء وإياكم والغُلُوَّ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) (١) .

-٢ - أن يكون الرمي برؤوس الأصابع، وذلك بأن يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط السبَّابة ويضع الحصاة على ظاهر الإبهام.

-٣ - أن يكون بين الرامي وبين الجمرة خمسة أذرع أو أكثر.

-٤ - أن يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما المتقدم: (ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي) .

-٥ - أن يقف عند جمرة العقبة بحيث تكون منى عن يمينه ومكة عن يساره، لما روي عن عبد الرحمن بن يزيد أنه حج مع عبد الله قال: (فرمى الجمرة بسبع حصيات وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه وقال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) (٢) .

-٦ - أن يقطع التلبية عند رمي أول حصاة، لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الفضل أخبره (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة) (٣) . وأن يكبر مع كل حصاة عند الرمي ويقول: "الله أكبر رغماً للشيطان وحِزبه. اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً". لما روى زيد أبو أسامة قال: (رأيت سالم بن عبد الله يعني ابن عمر استبطن الوادي، ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الله أكبر الله أكبر. اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً مشكوراً. فسألته عما صنع فقال: حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة في هذا المكان ويقول كلما رمى بحصاة مثل ما قلت) (٤) .

-٧ - الموالاة بين الحصيات السبع.

-٨ - غسل الحصى قبل الرمي بها ليتيقن طهارتها.

-٩ - أن يقف عَقِب رمي كل من الجمرتين الصغرى والوسطى مهلِّلاً مكبِّراً داعياً بمقدار ما يقرأ سورة البقرة، أما عقب رمي جمرة العقبة فلا يقف، لما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها) (٥) .

-١٠ - أن يرمي الجمار ماشياً إلا جمرة العقبة فيجوز أن يرميها راكباً. وذلك لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما "أنه كان يأتي الجمار، في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشياً ذاهباً وراجعاً. ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك" (٦) . ولما روي عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة راكباً ورأيت بين أصابعه حجراً فرمى ورمى الناس) (٧) .


(١) النسائي: ج ٥ / ص ٢٦٨.
(٢) مسلم: ج ٢ / كتاب الحج باب ٥٠/٣٠٧.
(٣) مسلم: ج ٢ / كتاب الحج باب ٤٥/٢٦٧.
(٤) البيهقي: ج ٥ / ص ١٢٩.
(٥) أبو داود: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٧٨/١٩٧٣.
(٦) أبو داود: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٧٨/١٩٦٩.
(٧) أبو داود: ج ٢ / كتاب المناسك باب ٧٨/١٩٦٧.

<<  <   >  >>