للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالُوا من أَتَى خُرَاسَان لم يَأْته إِلَّا للرفق وَلَيْسَ بهَا مُبَاح فيطيب مطعمه

وَأما الْيمن فَفِيهِ طرق إِلَى الْفسق كَثِيرَة

وَكَانَ أَبُو المغيث لَا يسْتَند وَلَا ينَام على جنبه وَكَانَ يقوم اللَّيْل وَإِذا غلبته عينه قعد وَوضع جَبينه على رُكْبَتَيْهِ فيعفو غفوة

فَقيل لَهُ ارْفُقْ بِنَفْسِك

فَقَالَ وَالله مَا رفق الرفيق بِي رفقا فرحت بِهِ أما سَمِعت سيد الْمُرْسلين يَقُول أَشد النَّاس بلَاء الانبياء ثمَّ الامثل فالامثل

قَالُوا إِن أَبَا عَمْرو الزجاجي أَقَامَ بِمَكَّة سِنِين كَثِيرَة لم يحدث فِي الْحرم وَكَانَ يخرج من الْحرم للْحَدَث ثمَّ يعود إِلَيْهِ وَهُوَ على طَهَارَة

قَالَ سَمِعت فَارِسًا يَقُول كَانَ أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بشكثل لَا يكلم النَّاس وَكَانَ يأوي الى الخرابات فِي سَواد الْكُوفَة وَكَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا الْمُبَاح والقمامات فَلَقِيته يَوْمًا فتعلقت بِهِ وَقلت سَأَلتك بِاللَّه أَلا أَخْبَرتنِي مَا الَّذِي مَنعك عَن الْكَلَام

فَقَالَ يَا هَذَا الْكَوْن توهم فِي الْحَقِيقَة وَلَا تصح الْعبارَة عَمَّا لَا حَقِيقَة لَهُ وَالْحق تقصر عَنهُ الاقوال دونه فَمَا وَجه الْكَلَام وَتَرَكَنِي وَمر

قَالَ وسمعته يَقُول سَمِعت الْحُسَيْن المغازلي يَقُول رَأَيْت عبد الله القشاع لَيْلَة قَائِما على شط دجلة وَهُوَ يَقُول يَا سَيِّدي أَنا عطشان يَا سَيِّدي أَنا عطشان حَتَّى أصبح فَلَمَّا أصبح قَالَ يَا ويلتي تبيح لي شَيْئا وتحول بيني وَبَينه وتخطر عَليّ شَيْئا وتخلي بيني وَبَينه فأيش أصنع وَرجع وَلم يشرب مِنْهُ

وسمعته يَقُول سَمِعت بعض الْفُقَرَاء قَالَ كنت سنة الهبير مَعَ النَّاس فانفلت ثمَّ رجعت فَكنت أَطُوف بَين الْجَرْحى قَالَ فَرَأَيْت أَبَا مُحَمَّد الْجريرِي وَكَانَ قد نَيف على الْمِائَة

<<  <   >  >>