للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يخفى ذَلِك عَنهُ كَمَا خفى عَن سَائِر الْمُشْركين

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَن أَبَا بكر اسْتَأْذن فِي الْهِجْرَة فَأمره أَن يصبر ليهاجر مَعَه

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن الْبَراء عَن أبي بكر قَالَ سرينا ليلتنا حَتَّى قَامَ قَائِم الظهيرة وخلا الطَّرِيق حَتَّى رفعت لنا صَخْرَة لَهَا ظلّ فنزلنا عِنْدهَا فسويت بيَدي مَكَانا ينَام فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ظلها ثمَّ بسطت فَرْوَة ثمَّ قلت نم يَا رَسُول الله فَنَامَ

إِلَى أَن قَالَ فارتحلنا بعد الزَّوَال وَاتَّبَعنَا سراقَة بن مَالك وَنحن فِي جلد من الأَرْض فَقلت يَا رَسُول الله أَتَيْنَا

فَقَالَ (لَا تحزن إِن الله مَعنا) فَدَعَا عَلَيْهِ فارتطمت فرسه إِلَى بَطنهَا فَقَالَ إِنِّي قد علمت أنكما دعوتما عَليّ فَادعوا لي ولكما أَن أرد عنكما الطّلب

فَدَعَا الله فنجا

فَرجع لَا يلقى أحدا إِلَّا وَقَالَ قد كفيتم مَا هَا هُنَا

وَذكر الحَدِيث

وَفِي البُخَارِيّ عَن عَائِشَة قَالَت فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ خرج أَبُو بكر مُهَاجرا إِلَى الْحَبَشَة حَتَّى إِذا بلغ برك الغماد لقِيه ابْن الدغنة وَهُوَ سيد القارة فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ يَا أَبَا بكر قَالَ أخرجني قومِي فَأُرِيد أَن أسيح فِي الأَرْض وأعبد رَبِّي الحَدِيث بِطُولِهِ

وَأَيْضًا فَلَمَّا كَانَ فِي الْغَار كَانَ يأتيهما بالْخبر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر ومعهما عَامر بن فهَيْرَة فَكَانَ يُمكنهُ أَن يعلمهُمْ بِخَبَرِهِ

ثمَّ لما جَاءَ الْكفَّار وَرَأى أَقْدَامهم هلا خرج إِلَيْهِم وأسلمه فَلَا مثلهَا

فسبحان من أعمى بصيرتك

وقولك الْآيَة تدل على نَقصه وَقلة صبره فَهَذَا تنَاقض بَينا أَنْت قَائِل استصحبه حذرا مِنْهُ لِئَلَّا يظْهر أمره إِذْ جعلته قَلِيل الصَّبْر ذاخور فبالله على أَي شَيْء تحسد لَا علم وَلَا فهم

وَأعلم أَنه لم يكن فِي الْمُهَاجِرين مُنَافِق وَذَلِكَ كالمستحيل فَإِن الْعِزّ والمنعة كَانَت بِمَكَّة للْمُشْرِكين

وَمن دخل فِي الْإِسْلَام تَعب بهم وآذوه بِكُل طَرِيق فَلَا يدْخل أحد فِي الْإِسْلَام إِلَّا إبتغاء وَجه الله لَا لرهبة إِذْ الرهبة من الطّرف

<<  <   >  >>