وَمِنْهُم صنف أَنْكَرُوا أَن الله عز وَجل خلق ولد الزِّنَا أَو قدره أَو شاءه أَو علمه تَعَالَى الله عَمَّا قَالُوا وأنكروا أَن يكون الرجل الَّذِي سرق فِي عمره كُله أَو يَأْكُل الْحَرَام أَن يكون ذَلِك رزق الله عز وَجل وَقَالُوا لم يرزقه الله رزقا قطّ إِلَّا حَلَالا تَعَالَى الله عَمَّا يَقُولُونَ علوا كَبِيرا
هَذَا وَابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ الزِّنَا بِقدر وَالسَّرِقَة بِقدر وَشرب الْخمر بِقدر وَقَالَ مطرف بن عبيد الله بن الشخير يَا ابْن آدم لم توكل إِلَى الْقدر وَإِلَيْهِ تصيرون
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن الله عز وَجل وَقت لَهُم الأرزاق والآجال لوقت مَعْلُوم فَمن قتل قَتِيلا فقد أعجله عَن أَجله ورزقه لغير أَجله وَبَقِي لَهُ من الرزق مَا لم يستوفه وَلم يستكمله تَعَالَى الله عَمَّا يَقُولُونَ علوا كَبِيرا
فَهَذَا إِجْمَاع كَلَام الْقَدَرِيَّة
قَالَ يزِيد الرقاشِي قلت لِلْحسنِ إِنَّك تَقول من قتل فقد أعجل فَقَالَ إِن كنت قلت فأستغفر الله
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صنفان من أمتِي لَيْسَ لَهما فِي الْإِسْلَام نصيب المرجئة والقدرية
وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا تجالسوا أهل الْبدع وَلَا تصافحوهم وَقَالَ لِأَن أصلى خلف جيفة حمَار أحب إِلَى من أَن اصلى خلف قدري مَا هُوَ إِلَّا جُنُون يعتريهم
وَقَالَ طَاوس كنت جَالِسا عِنْد ابْن عَبَّاس ومعنا رجل من الْقَدَرِيَّة فَقلت