للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والشاك فِي الشاك إِلَى الْأَبَد إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ كلهم كفار وسبيلهم سَبِيل الشاك الأول وَقَالَ معتزلة الْبَصْرَة الشاك الأول كَافِر لِأَنَّهُ شكّ فِي الْكفْر والشاك الثَّانِي الَّذِي هُوَ شَاك فِي الشَّك لَيْسَ بِكَافِر بل هُوَ فَاسق لِأَنَّهُ لم يشك فِي الْكفْر إِنَّمَا شكّ فِي هَذَا الشاك أيكفر بشكه أم لَا فَلَيْسَ سَبيله فِي الْكفْر سَبِيل الشاك الأول وَكَذَلِكَ عِنْدهم الشاك فِي الشاك والشاك فِي الشاك إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ كلهم فساق إِلَّا الشاك الأول فَإِنَّهُ كَافِر وَقَوْلهمْ أحسن من قَول أهل بَغْدَاد وَتقول معتزلة بَغْدَاد الجعفران والإسكافي إِن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أفضل النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ إِن ابا بكر أفضل من عمر ثمَّ إِن عمر أفضل من عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم ومعتزلة الْبَصْرَة أَبُو الْهُذيْل يَقُول أَبُو بكر وَعلي فِي الْفضل سَوَاء لَا فضل بَينهمَا ثمَّ ابو بكر أفضل عمر ثمَّ عمر أفضل من عُثْمَان وَقَوْلهمْ هَذَا كلهم فِي التَّفْضِيل على مَا ذكرت لَك فَافْهَم

وَاعْلَم أَن للمعتزلة من الْكَلَام مَالا أستجيز ذكره لأَنهم قد خَرجُوا عَن أصُول الْإِسْلَام إِلَى فروع الْكفْر فَمن بعض قَوْلهم إِن اطفال الْمُشْركين عِنْدهم فِي الْجنَّة وَقَالَ هِشَام مِنْهُم لَا أَقُول إِن الله شَيْء وَلَكِن هُوَ منشىء الْأَشْيَاء وَكَيف تدبرت قَوْلهم عرفت جهلهم ووسواسهم وَهُوَ سهم لأَنهم يَخْتَلِفُونَ فِي الأجساد والأرواح من الْخلق كلهم إنسهم وجانهم وَلَا يدعونَ ذكر بَهِيمَة وَلَا طَائِر وَلَا شَيْء خلقه الله عز وَجل إِلَّا تكلمُوا عَلَيْهِ وَوَضَعُوا قِيَاسا ثمَّ عدلوا عَن ذَلِك كُله فَلم يرْضوا بِهِ وهم لَا يعلمُونَ فَقَالَت طَائِفَة بِظَاهِر التَّنْزِيل ورد الْمُتَشَابه إِلَى الْمُحكم وَالتّرْك وهم أهل الْعرَاق وَبينهمْ فِي ذَلِك خلاف ومنازعات وَأَشْيَاء تخرج إِلَى الْكفْر والتعطيل والتخليط

وَالَّذِي عِنْدِي من ذَلِك أَن تلْزم الْمنْهَج الْمُسْتَقيم وَمَا نزل بِهِ التَّنْزِيل وَسنة الرَّسُول وَمَا مضى عَلَيْهِ السّلف الصَّالح فَعَلَيْك بِالسنةِ وَالْجَمَاعَة ترشد إِن شَاءَ الله

<<  <   >  >>