وَإِن قَالُوا نعم قيل لَهُم فَمَا تَقولُونَ فِيمَن أدّى إِلَى الله مَا امْر بِهِ وانْتهى عَمَّا نَهَاهُ أهوَ كمن عَصَاهُ فِي أمره وَنَهْيه فَإِن قَالُوا هما سَوَاء عِنْد الله وَعِنْدنَا جعلُوا الْمعْصِيَة كالطاعة وَالطَّاعَة كالمعصية وَهَذَا جهل وَكفر مِمَّن قَالَه
وَإِن قَالُوا الطَّاعَة غير الْمعْصِيَة وَلَيْسَ من أطَاع الله فِي أمره وَنَهْيه كمن عَصَاهُ تركُوا قَوْلهم وَقَالُوا بِالْحَقِّ
وَيُقَال لَهُم أخبرونا عَن قَول الله تبَارك وَتَعَالَى أم حسب الَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات أَن نجعلهم كَالَّذِين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات سَوَاء محياهم ومماتهم سَاءَ مَا يحكمون وَقَالَ تَعَالَى {أم حسب الَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات أَن يسبقونا سَاءَ مَا يحكمون} أَهَذا شَيْء قَالَه على حَقِيقَة القَوْل أم على الْمجَاز فَإِن قَالُوا على الْمجَاز جعلُوا إِخْبَار الله عَن وعده على الْمجَاز وَهَذَا كفر مِمَّن قَالَه لِأَن أحدا لَا يتَيَقَّن حِينَئِذٍ بِخَبَرِهِ إِذا لم يكن لَهُ حَقِيقَة وَصِحَّة وَإِن قَالُوا على حَقِيقَة يُقَال لَهُم أخبر الله عز وَجل أَنه لَا يَسْتَوِي عِنْده الْوَلِيّ والعدو
وَيُقَال لَهُم أخبرونا عَمَّن زنا وأتى شَيْئا من الْكَبَائِر أَتَرَوْنَ عَلَيْهِ التَّوْبَة أم لَا فَإِن قَالُوا لَا بِأَن جهلهم وَإِن قَالُوا نعم قيل لَهُم لأي شَيْء يَتُوب فَإِن قَالُوا يقبل الله تَوْبَته وَيغْفر ذَنبه تركُوا قَوْلهم وَجعلُوا لأهل الْمعاصِي تَوْبَة وغفرانا مِمَّا اجترموا
وَإِن قَالُوا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى غفران وَلَا تَوْبَة عَلَيْهِم خَرجُوا من دين الْإِسْلَام وخالفوا الْجَمَاعَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute