أَهلهَا إِلَّا إِذا كَانَت ثَابِتَة صَحِيحَة أَو حَسَنَة أَو يكون ناقلها مَعْرُوفا بِأَنَّهُ ثِقَة كالقشيري فَإِنَّهُ نقل عَن الْجُنَيْد من لم يحفظ الْقُرْآن وَلم يكْتب الحَدِيث لَا يقْتَدى بِهِ فِي هَذَا الْأَمر لِأَن علمنَا مُقَيّد بِالْكتاب وَالسّنة ثمَّ رَأَيْت مَنْقُولًا فِي بعض التواريخ أَن ابْن عَرَبِيّ انْتقل من بِلَاد الأندلس بعد التسعين وَخَمْسمِائة وجاور بِمَكَّة وَسمع بهَا الحَدِيث وصنف الفتوحات المكية بهَا وَكَانَ لَهُ لِسَان فِي التصوف وَمَعْرِفَة لما انتحاه من هَذِه المقالات وصنف بهَا كتبا كَثِيرَة بِمَا مقاصده الَّتِي اعتقدها ونهج فِي كثير مِنْهَا مناهج تِلْكَ الطَّائِفَة ونظم فِيهَا أشعارا كَثِيرَة وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى الرّوم وَحصل لَهُ فِيهَا قبُول وأحوال جزيلة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَبهَا توفّي انْتهى ثمَّ قَالَ صَاحبه ونقلت ذَلِك من خطّ أبي حَيَّان وَذكره الذَّهَبِيّ فِي العبر فَقَالَ صَاحب التصانيف وقدوة الْقَائِلين بوحدة الْوُجُود ثمَّ قَالَ وَقد اتهمَ بِأَمْر عَظِيم وَقد وصف شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ ابْن عَرَبِيّ هَذَا وَأَتْبَاعه بِأَنَّهُم ضلال وجهال خارجون عَن طَريقَة الْإِسْلَام لِأَنَّهُ قَالَ فِيمَا أنبأني الحافظان زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَنور الدّين الهيثمي فِي شَرحه على الْمِنْهَاج للنووي فِي بَاب الْوَصِيَّة بعد ذكره طوائف الْمُتَكَلِّمين وَهَكَذَا الصُّوفِيَّة ينقسمون كانقسام الْمُتَكَلِّمين فَإِنَّهُمَا من وَاد وَاحِد فَمن كَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute