ثالثها: تلقي آي بالقلب وذكر أن هذا كان وحي داود - صلى الله عليه وسلم - وروي عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - مثله كقوله - صلى الله عليه وسلم - "إن روح القدس نفث في روعي" أي في نفسي والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام كالوحي إلى الناس الإشارة كقوله {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}(١) ثم اعلم في كيفية الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع صور:
الأولى: المنام كما جاء في هذا الحديث.
ثانيها: أن ينفث في روعه الكلام والروع بضم الراء القلب والخلد أي في نفسي وخلدي وروح القدس هو جبريل -عليه السلام-.
ثالثها: أن يأتيه الوحي مثل صلصة الجرس.
رابعها: أن يتمثل له الملك رجلًا.
خامسها: أن يتراءى له جبريل بصورته التي خلق عليها له ستمائه جناح ينتشر منها اللؤلؤ والياقوت وقد رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صورته مرتين.
سادسها: أن يكلمه الله من وراء حجاب أما في اليقظة كليلة الإسراء على الصحيح في الإسراء أنه يقظة.
سابعها: وحي إسرافيل كما ثابت عن عامر بن شراحيل الشعبي أنه - صلى الله عليه وسلم - وكل به إسرافيل فكان يتراءى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة والشيء حتى جاء جبريل -عليه السلام- ووقع لبعضهم أنه ميكائيل ومن قال بذلك قال لم ينزل