للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فرح الصديق بالصديق واللطف في المسألة والإقبال عليه، وقد بششت به أبش، وهذا مثل ضربه لتلقيه إياه ببره وتقريبه وإكرامه (١).

ولذلك قال بعضهم: إذا كان الرجل يكون متعلقا بالمسجد منذ خرج منه إلى أن يعود إليه من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة.

٤٦٦ - وَعَن جَابر - رضي الله عنه - قَالَ خلت الْبِقَاع حول الْمَسْجِد فَأَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَنْتَقِلُوا قرب الْمَسْجِد فَبلغ ذَلِك النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُم بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ أَن تنتقلوا قرب الْمَسْجِد قَالُوا نعم يَا رَسُول الله قد أردنَا ذَلِك فَقَالَ يَا بني سلم دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم فَقَالُوا مَا يسرنَا أَنا كنَّا تَحَوَّلْنَا رَوَاهُ مُسلم وَغَيره وَفِي رِوَايَة لَهُ بِمَعْنَاهُ وَفِي آخِره إِن لكم بِكُل خطْوَة دَرَجَة (٢).

قوله عن جابر: هو ابن عبد الله تقدم الكلام على مناقبه وفضله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد" بنو سلمة بكسر اللام قبيلة معروفة من الأنصار بين دورهم وبين


= (يبشبش) من البشاشة، وهو يتفعل؛ فحمل الخبر على ظاهره، ولم يتأوله. انتهى كلام أبي يعلى في إبطال التأويلات لأخبار الصفات ١٢٤٣.
وقال ابن تيمية في النبوات (١/ ٤٤٩ - ٤٥٠): ولفظ البشبشة جاء أيضا أنه يتبشبش للداخل إلى المسجد؛ كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم، وجاء في الكتاب والسنة ما يلائم ذلك ويناسبه شيء كثير، فيقال لمن نفى ذلك: لم نفيته؟ ولم نفيت هذا المعنى؛ وهو وصف كمال لا نقص فيه؟ ومن يتصف به أكمل ممن لا يتصف به؟ وإنما النقص فيه أن يحتاج فيه إلى غيره، والله تعالى لا يحتاج إلى أحد في شيء، بل هو فعال لما يريد.
(١) النهاية (١/ ١٣٠).
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٩ و ٢٨٠ و ٢٨١ - ٦٦٥)، وابن خزيمة (٤٥١)، وابن حبان (٢٠٤٢).