للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" تقدم معنى اللعنة وأنها البعد، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في فضل قريش وانعقد الإجماع على تفضيلهم على جميع قبائل العرب وغيرهم، وفي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأئمة من قريش" (١) الحديث، وفي صحيح مسلم عن جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الناس تبع لقريش في الخير والشر" (٢) قال الخطابي: يريد بقوله: "تبع لقريش" (٣) تفضيلهم على سائر العرب وتقديمها في الإمارة والإمامة، وفي الترمذي أيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد" يعني اليمن، قال الترمذي: وروي مرفوعا وموقوفا على أبي هريرة وهو أصح (٤)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قدموا قريشا وتعلموا من


(١) أخرجه البخاري (٣٥٠١) و (٧١٤٠)، ومسلم (٤ - ١٨٢٠) عن ابن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان". وأخرجه البخاري (٣٥٠٠) و (٧١٣٩) عن ابن عمرو بلفظ: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين". وأخرجه البخاري (٣٤٩٥) ومسلم (١ و ٢ - ١٨١٨) عن أبي هريرة بلفظ: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم.
(٢) أخرجه مسلم (٣ - ١٨١٩).
(٣) أعلام الحديث (٣/ ١٥٧٧).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ١٧٢، وأحمد ٢/ ٣٦٤ (٨٨٨٢)، والترمذي (٣٩٣٦)، والطبراني في الشاميين (١٩١٩). قال الترمذي عقب إسناده موقوفا من طريق ابن مهدى: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب. وصححه الألباني في الصحيحة (١٠٨٤).