للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الخطابي رحمه الله تعالى (١): تأويله أن الله عز وجل يكره خروجهم إليها ومقامهم بها أي إلى الشام فلا يوفقهم لذلك فصاروا [بالرد] وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان فلا تقبله، يقال قذرت الشيء أقذره إذا كرهته واجتنبته، اهـ. وذكر النفس هنا مجاز واتساع في الكلام، وهذا يشبه معنى قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} (٢)، الآية. قاله الخطابي (٣).

٤٦٧٣ - وَعنهُ - رضي الله عنه - عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنِّي رَأَيْت كأَن عَمُود الْكتاب انتزع من تَحت وِسَادَتِي فَأَتْبَعته بَصرِي فَإِذا هُوَ نور سَاطِع عمد بِهِ إِلَى الشَّام أَلا وَإِن الْإِيمَان إِذا وَقعت الْفِتَن بِالشَّام رواه الطبراني في الكبير (٤)


(١) وقال أبو سليمان الخطابي، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: تقذرهم نفس الله تعالى. تأويله أن الله يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان، فلا تقبله. وذكر النفس ههنا مجاز واتساع في الكلام، وهذا شبيه بمعنى قوله تعالى: ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين (٣).
قلت: والحديث تفرد به شهر بن حوشب - رضي الله عنه -، وروي من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ما موقوفًا عليه في قصة أخرى بهذا اللفظ، ومعناه ما ذكره أبو سليمان من كراهيته للمذكورين فيه، والله أعلم. الأسماء والصفات (٣/ ٢).
(٢) سورة التوبة، الآية: ٤٦.
(٣) معالم السنن (٢/ ٢٣٦).
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٣، ١٤/ ٦٢٣/ ١٤٥٤٥)، (١٣، ١٤/ ٦٣٧/ ١٤٥٦١)، وفي مسند الشاميين (٣٠٨)، (٣٠٩) (٣١٠)، (٢١٩٦)، (١١٩٨) ورواه أحمد (٢١٧٣٣)، وفي فضائل الصحابة (١٧١٧)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (٢/ ٣٠٠ و ٣٠٠ - ٣٠١)، (٢/ ٥٢٣)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص ١٧٦)، =