ابْن عِيسَى كَانَ على الْمَدِينَة فَلَمَّا مَاتَ الْمهْدي وَولى مُوسَى الهادى شخص وافداً عَلَيْهِ وأستخلف على الْمَدِينَة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب فَخرج عَلَيْهِ بهَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحسن بن الْحسن الْعلوِي وأستخفى الْعمريّ حَتَّى خرج الْحُسَيْن إِلَى مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة
وَكَانَ قد حج فِي تِلْكَ السّنة رجال من بني الْعَبَّاس مِنْهُم مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن عَليّ وَالْعَبَّاس بن مُحَمَّد ومُوسَى بن عِيسَى وعَلى الْمَوْسِم سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر فَكتب الْهَادِي إِلَى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان يوليه الْحَرْب فَالْتَقوا بفخ وخلعوا عبيد الله ابْن قثم بِمَكَّة للْقِيَام بأمرها وَكَانَت الْوَقْعَة يَوْم السبت يَوْم التَّرويَة فَقتل الْحُسَيْن الْقَائِم وَسليمَان بن عبد الله وأنهزم النَّاس فنودى فيهم بالأمان وَلم يتبع هارب وحزت الرؤوس فَكَانَت مائَة ونيفاً
وَكَانَ فِيمَن هرب يحيى وَإِدْرِيس ابْنا عبد الله بن حسن فَأَما إِدْرِيس فلحق بالمغرب ولجأ إِلَى أَهله فأعظموه وَلم يزل عِنْدهم إِلَى أَن أحتيل عَلَيْهِ وَخلف ابْنه إِدْرِيس بن إِدْرِيس فملكوا تِلْكَ النَّاحِيَة وأنقطعت عَنْهُم الْبعُوث
وَأما يحيى فَصَارَ إِلَى جبل الديلم فَأَقَامَ عِنْد صَاحبه إِلَى أَن شخص إِلَيْهِ الْفضل بن يحيى بن خَالِد فِي أَيَّام الرشيد فَأَمنهُ وَحمله إِلَيْهِ
وَقد قيل إِن إِدْرِيس هرب إِلَى الْمغرب فِي أَيَّام أبي جَعْفَر الْمَنْصُور عِنْد قتل أَخَوَيْهِ مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم القائمين عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَة وَأَن أَبَا جَعْفَر بعث إِلَيْهِ من سمه وَالصَّحِيح أَن ذَلِك كَانَ فِي خلَافَة الهادى بالعراق وَبعد عشرَة أشهر وَأَيَّام مِنْهَا وَفِي آخر خلَافَة عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بالأندلس وَقبل وَفَاته بعامين وَأشهر وَأَن إِدْرِيس وَقع إِلَى مصر وعَلى بريدها وَاضح مولى صَالح بن الْمَنْصُور