طَرِيق الْهِنْد من أَن تكون فِي قَبْضَة دولة قَوِيَّة يُمكنهَا معاكستها فَقبلت الدولة الْعلية مساعدتها بِكُل ارتياح وَكَذَلِكَ عرضت عَلَيْهَا الروسيا امدادها بمراكبها الحربية وانضمام دونانماتها إِلَى الدونانماتين العثمانية والانكليزية فَقبلت ايضا واعلنت الْحَرْب رسميا على فرنسا فِي ٢١ ربيع الاول سنة ١٢١٣ ٢ سبتمبر سنة ١٧٩٨ واخذت فِي جمع الجيوش بِمَدِينَة دمشق وبجزيرة رودس لارسالها إِلَى مصر واتت الدونانمة الروسية من الْبَحْر الاسود إِلَى بوغاز الاستانة وَخرجت إِلَى الْبَحْر الابيض مَعَ الدونانمة العثمانية وَذَلِكَ بِمُقْتَضى معاهدة ابرمت بَين هَذِه الدول الثَّلَاث الَّتِي اتّفقت لاول مرّة على عمل حَرْبِيّ مَعَ مَا بَين الدولة الْعلية والروسية من الْعَدَاوَة الْقَدِيمَة المستمرة
وَلما شعر بونابرت باجتماع الجيوش لمحاربته تحقق انه ان لم يفاجئ الدولة الْعلية فِي بِلَاد الشَّام قبل ان تتمّ استعداداتها الحربية تكون عواقب الْحَرْب وخيمة عَلَيْهِ وان من يحتل مصر لَا يكون آمنا عَلَيْهَا الا إِذا احتل الْقطر السوري فلهذه الدَّوَاعِي عزم بونابرت على فتح بِلَاد الشَّام وَقَامَ من مصر وَمَعَهُ ثَلَاثَة عشر الف مقَاتل قَاصِدا بِلَاد الشَّام من طَرِيق الْعَريش فاحتلها فِي اواخر شعْبَان سنة ١٢١٣ ثمَّ دخل مَدِينَة غَزَّة فِي ١٩ رَمَضَان وارتحل عَنْهَا فِي ٢٣ مِنْهُ وَوصل الرملة فِي ٢٥ مِنْهُ وَمِنْهَا إِلَى يافة فوصلها فِي سِتَّة وَعشْرين رَمَضَان ٧ مارس وَلما آنس مِنْهَا المقاومة حاصرها ودخلها عنْوَة فِي يَوْم اول شَوَّال ثمَّ رَحل مِنْهَا قَاصِدا مَدِينَة عكا وَقبل مزاولته ليافا ارْتكب امرا شنيعا لم يسْبق فِي التَّارِيخ وَهُوَ امْرَهْ بقتل جَمِيع الْجَرْحى والمرضى من عساكره حَتَّى لَا يعوقوه فِي سيره ثمَّ حاصر مَدِينَة عكا من جِهَة الْبر وهاجمها مرَارًا لَكِن لم يتَمَكَّن من فتحهَا لوصول المدد اليها تباعا من طَرِيق الْبَحْر واستيلاء الاميرال الانكليزي سدني سميث على مدافع