أما بعد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَكُن للمثل من الْمُسلمين أَخا وللكبير ابْنا وللصغير أَبَا وعاقب كل وَاحِد مِنْهُم بِذَنبِهِ على قدر جِسْمه وَلَا تضربن لغضبك سَوْطًا وَاحِدًا فَتدخل النَّار
أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قَالَ أَخْبرنِي أَبُو حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن بكار القافلائي قَالَ حَدثنَا ابراهيم بن هانآء النَّيْسَابُورِي قَالَ ثَنَا أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث قَالَ أَخَذتهَا من اللَّيْث بن سعد رِسَالَة الْحسن بن أبي الْحسن الى عمر بن عبد العزيز رحمهمَا الله أما بعد اعْلَم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن الدُّنْيَا دَار ظعن وَلَيْسَت بدار اقامة وانما أهبط اليها ادم من الْجنَّة عُقُوبَة وَقد يحْسب من لَا يدْرِي مَا ثَوَاب الله أَنَّهَا ثَوَاب وَمن لم يدر مَا عِقَاب الله أَنَّهَا عِقَاب وَلها فِي كل حِين صرعة وَلَيْسَت صرعة كصرعة هِيَ تهين من أكرمها وتذل من أعزها وتصرع من اثرها وَلها فِي كل حِين قَتْلَى فَهِيَ كالسم يَأْكُلهُ من لَا يعرفهُ وَفِيه حتفه فالزاد مِنْهَا تَركهَا والغنى مِنْهَا فقرها فَكُن فِيهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كالمداوي جرحه يصبر على شدَّة الدَّوَاء مَخَافَة طول الْبلَاء يحتمي قَلِيلا مَخَافَة مَا يكره طَويلا فان أهل الْفَضَائِل كَانَ