فِيهَا هِيَ السارية الَّتِي تعرف بجلوس الْحُكَّام عِنْدهَا فَإِن يكن إِلَيْك شَيْء مِمَّا إِلَى الْحُكَّام فَعندهَا يكون جلوسك فَلَمَّا سمع ابْن عَائِشَة ذَلِك الْكَلَام علم أَنه قد أَخطَأ وأنف أَن يقوم من مقَامه الَّذِي كَانَ بِهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي فِيهِ عِيسَى فرأيته وَقد زحف يتَوَارَى عَنَّا حَتَّى صَار إِلَى الْموضع الَّذِي جلس فِيهِ وَحضر الْخصم مَا أدعى بمحضرهم جَمِيعًا فَقَالَ ابْن عَائِشَة لعيسى مَا تَقول فِيمَا ذكره هَذَا الرجل فَقَالَ عِيسَى مَا أَقُول حرفا إِلَّا مَا يَكْتُبهُ كَاتب الْأَمِير وَكَاتب صَاحب الْبَرِيد وكاتبي ثمَّ قَالَ عِيسَى فِي ذَلِك مَا قَالَ وكتبوه جَمِيعًا مَا وَنفذ الْكتاب فَلم يكن عِنْده شَيْء مِمَّا قدره ابْن عَائِشَة وَلَا مِمَّا قدره الْخصم وَعَاد الْأَمر إِلَى مَحْبُوب عِيسَى فَذكرت ذَلِك لأبي خازم القَاضِي فَعرفهُ وَصدق بكارا على جَمِيع مَا حَدثنِي بِهِ وَقَالَ لي مَعَ ذَلِك لقد حَدثنِي طَبِيب كَانَ بِالْبَصْرَةِ مِمَّن يرجع إِلَى قَوْله وَلَا يتهم خَبره إِنَّه كَانَ فِي دَار ابْن عَائِشَة بعد مَا نفذ كِتَابه بِمَا نفذ بِهِ فِي هَذَا الْأَمر قَالَ فَإِنِّي لفي صحنها إِذْ رَأَيْت ظهرا فَأَخَذته فَإِذا فِيهِ نُسْخَة مَا عمله ابْن عَائِشَة وَكتب بِهِ إِلَى المعتصم فِي هَذَا الْأَمر فوقفت فِيهَا على تزيد مِنْهُ كثير لم يكن جرى بَينه وَبَين عِيسَى ثمَّ رَجعْنَا إِلَى حَدِيث بكار فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك خَاصم قوم من الهاشميين ابْن عَائِشَة فِي شَيْء كَانَ يَأْخُذهُ من وقف لَهُم وَكَانَت أمه مِنْهُم وَكَانَ يَأْخُذهُ بِأُمِّهِ لِأَن الْوَقْف كَانَ عَلَيْهِم وعَلى أَوْلَادهم وَأَوْلَاد أَوْلَادهم فَقَالُوا لَهُ أَنْت رجل من بني تيم فَلَيْسَ لَك أَن تَأْخُذ من وقفنا الَّذِي علينا وعَلى أَوْلَادنَا وَنحن قوم من بني هَاشم وخاصموه فِي ذَلِك إِلَى عِيسَى بن أبان فَدَعَا عِيسَى بِالْحجَّةِ فِي أَخذه من وقفهم مَا يَأْخُذهُ فَقَالَ أَخَذته بأمي لِأَن الْوَاقِف جدهم الَّذِي يرجعُونَ إِلَيْهِ بآبائهم وَهُوَ جدي لأمي أرجع إِلَيْهِ بهَا كَمَا يرجعُونَ إِلَيْهِ بآبائهم فَقَالَ لَهُ عِيسَى مَا أرى لَك فِي ذَلِك حَقًا إِنَّمَا هُوَ لأَوْلَاد أَوْلَاد الْوَاقِف الَّذين يرجعُونَ إِلَيْهِ بآبائهم لَا بأمهاتهم فَقَالَ لَهُ ابْن عَائِشَة قد كنت آخذه على أَيدي جمَاعَة من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute