للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكمته فحكمت أمرا فَاسِدا وتوحشت كل الْقُلُوب لفحشه سترى بوارقها إِذا مَا أظلمت وتحكمت أَيدي الزَّمَان ببطشه ودستندمن ندامة كسعية يَوْمًا

إِذا ذبح الخروف بكبشه فَلَمَّا قَرَأَهَا السُّلْطَان تغير لَونه ومزقها. وَوجد السُّلْطَان ورقة أُخْرَى فِيهَا. أمعنت فِي الظُّلم وأكثرته وزدت يَا نشو على الْعَالم ترى من الظَّالِم فِيكُم لنا فلعنة الله على الظَّالِم وَعَن قريب عَاد قرمجي فِي سادس عشرى الْمحرم وَأخْبر عَن نَائِب الشَّام بِأَنَّهُ قد استفيض مَا ذكره السُّلْطَان من بغض مماليكه للنشو وَأَن التُّجَّار وأرباب الْأَمْوَال فِي خوف شَدِيد من ظلمه وَرَأى السُّلْطَان فِيهِ أَعلَى. وَكَانَ يَوْم وُصُوله بالقلعة منْظرًا مهولاً فَإِنَّهُ اجْتمع بهَا أَرْبَاب الرَّوَاتِب وَالصَّدقَات وَفِيهِمْ الأرامل والأيتام والزمناء والعميان وصاروا فِي بكاء ونحيب فتقطعت الْقُلُوب حسرات رَحْمَة لَهُم. وشغل الله النشو عَنْهُم بِنَفسِهِ فحد لَهُ قولنج وَهُوَ بخزانة الْخَاص. فَأمر السلطالن النَّاس أَن ينصرفوا ويحضروا أول الشَّهْر وَمن تَأَخّر شطب على اسْمه. فَنزل بعد الظّهْر من القلعة وَتَفَرَّقُوا تِلْكَ اللَّيْلَة بالجوامع فِي الْقَاهِرَة ومصر وَهِي لَيْلَة سَابِع عشرى الْمحرم للدُّعَاء بِسَبَب توقف النّيل عَن الزِّيَادَة فَإِنَّهُ كَانَ قد توقف توقفاً زَائِدا فَلَمَّا قرب الْوَفَاء نقص وَاسْتمرّ على نَقصه أَيَّامًا فصرفوا دعاءهم على النشو طول ليلتهم وَكَانُوا جموعاً كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة. فَأصْبح النشو مَرِيضا وَانْقطع بداره حَتَّى فرغ الْمحرم فحذره الْفَاضِل شمس الدّين مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ مَعَ قطع مخوف فِي أول صفر يخْشَى مِنْهُ إِرَاقَة دَمه. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَحَد أول صفر: ركب النشو إِلَى القلعة وَبِه أثر الْمَرَض فِي وَجهه فقرر مَعَ ا! سُلْطَان إِيقَاع الحوطة على أقبغا عبد الْوَاحِد من الْغَد. فتقرر الْحَال على أَنه يجلس على بَاب الخزانة فَإِذا خرج الْأَمِير بشتاك من الْخدمَة جلس مَعَه على بَاب الخزانة ثمَّ قاما إِلَى بَيت آقبغا وحاطا بموجوده كُله. فَلَمَّا عَاد النشو إِلَى دَاره عبر إِلَى الْحمام لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ وَمَعَهُ ابْن الأكفان فَأمر بعض عبيده السود أَن يحلق رَأسه ويجرحه بِحَيْثُ يسيل الدَّم على جِسْمه ليَكُون ذَلِك حَظه من الْقطع الْمخوف فَفعل بِهِ ذَلِك، بِمَا دفع الله عَنْهُم بِهَذَا، وَبَاتُوا ليلتهم فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>