للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا دوبيت

(الْجِسْم تذيبه حُقُوق الخدمه ... وَالنَّفس هلاكها علو الهمه)

(والعمر بِذَاكَ يَنْقَضِي فِي تعبٍ ... والراحة مَاتَت فعلَيْهَا الرحمه)

وَمن العجيب أَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الدوبيت حفظهما تَاج الدّين أَحْمد أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَكَانَ فارضاً وعاقداً بالحسينية فاتفق أَنه قَالَ فِي وَقت الهاجرة بسمجد الْجَوَارِي بالحسينية فَرَأى والدهما الشَّيْخ مجد الدّين رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ نَائِم فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ يَا سَيِّدي بِخَير فَقَالَ كَيفَ مُحَمَّد أخوكقال بِخَير السَّاعَة كنت عِنْده وأنشدني دوبيت وأنشده للشَّيْخ فَقَالَ سلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ

(الرّوح إِلَى محلهَا قد تاقت ... وَالنَّفس لَهَا مَعَ جسمها قد عاقت)

(وَالْقلب معذبٌ على جمعهم ... وَالصَّبْر قضى وحيلتي قد ضَاقَتْ)

فانتبه تَاج الدّين وَقد حفظ الدوبيت الْمَذْكُور ونقلت من خطّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مَا أثْبته لنَفسِهِ

(أفكر فِي حَالي وَقرب منيتي ... وسيري حثيثاً فِي مصيري إِلَى الْقَبْر)

(فينشئ لي فكري سحائب للأسى ... تسح هموماً دونهَا وابل الْقطر)

(إِلَى الله أَشْكُو من وجودي فإنني ... تعبت بِهِ مذ كنت فِي مبدأ الْعُمر)

(تروح وتغدو للمنايا فجائعٌ ... تكدره وَالْمَوْت خَاتِمَة الْأَمر)

ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا

(سَحَاب فكري لَا يزَال هامياً ... وليل همي لَا أرَاهُ راحلا)

(قد أتعبتني همتي وفطنتي ... فليتني كنت مهيناً جَاهِلا)

وأنشدني الشَّيْخ فتح الدّين إجَازَة قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ

(كم ليلةٍ فِيك وصلنا السرى ... لَا نَعْرِف الغمض وَلَا نستريح)

(قد كلت العيس فجد الْهوى ... واتسع الكرب فَضَاقَ الفسيح)

)

(وكادت الْأَنْفس مِمَّا بهَا ... تزهق والأرواح مِنْهَا تطيح)

(وَاخْتلف الْأَصْحَاب مَاذَا الَّذِي ... يزِيل من شكواهم أَو يزيح)

(فَقيل تعريسهم سَاعَة ... وَقلت بل ذكراك وَهُوَ الصَّحِيح)

قلت مَا أعرف لأحد من الْمُتَقَدِّمين وَلَا من الْمُتَأَخِّرين حسن هَذَا المخلص

وَأَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كَانَ مغرىً بالكيمياء مُعْتَقدًا صِحَّتهَا قَالَ لِأَنَّهُ أتفق لَهُ فِي مَدِينَة قوص لما كَانُوا بهَا من صنعها بِحُضُورِهِ وَحكى لي الْوَاقِعَة بِطُولِهِ وَمن شعر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قدس الله روحه

<<  <  ج: ص:  >  >>