للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(لَهُ لحظ يصول بِهِ دلالاً ... فيفتن رب نسك ذَا وقار)

(وَقد إِن تثنى فَهُوَ غُصْن ... تحرّك من هوى نائي الديار)

(فَمَالِي والقرار بهَا وَأَنِّي ... يطيب لي الْقَرار بِلَا قَرَار)

(قَضَاء من الهي لي يجْرِي ... على قدر الْإِرَادَة باختياري)

وَله غير ذَلِك من محَاسِن القَوْل وأحاسنه وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْألف ولحقه الفالج فِي آخر عمره فاستقر مَرِيضا بِهِ مُدَّة سنة وَنصف وَتُوفِّي نَهَار السبت عشرى شهر ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير فِي قبر وَالِده الَّذِي دفن بِهِ رحمهمَا الله تَعَالَى

الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُوسَى بن خضر الخياري الْمدنِي الشَّافِعِي أحد الْمَشَاهِير بالبراعة فِي الحَدِيث والمعارف وفنون الْأَدَب والتاريخ وَكَانَ وَاسع المحفوظات حُلْو الْعبارَة لطيف الطَّبْع كَأَنَّمَا امتزج مَعَ الصَّهْبَاء وَحلق من رقة المَاء وَله الْأَشْعَار الرائقة والرسائل الفائقة اشْتغل على أَبِيه فِي الْفُنُون وَأخذ عَنهُ وَلزِمَ السَّيِّد ميرماه البُخَارِيّ الْمدنِي الحسني وانتفع بِهِ فِي كتب ابْن عَرَبِيّ وَغَيره وَأخذ عَن الْمُحدث الْكَبِير مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين البابلي حِين مجاورته بِالْمَدِينَةِ وَحضر دروس قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْعَلامَة مُحَمَّد الرُّومِي الْمَعْرُوف بالملغري فِي تَفْسِير القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ من أول جُزْء عَم إِلَى ختام سُورَة الطارق مَعَ مطالعة الْموَاد وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ أَكثر اشْتِغَاله على الشَّيْخ الإِمَام عِيسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَامر المغربي الْجَعْفَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ لَازمه كثيرا وَأخذ عَنهُ وَكَانَ الشَّيْخ عِيسَى رَحل إِلَى مصر فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَألف فاستخاز للخياري من كل من أَخذ عَنهُ من كبار الْعلمَاء الْمَوْجُودين إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ وسأذكرهم فِي تَرْجَمته وَكَانَ الخياري كثير اللهج بِهِ دَائِم الثَّنَاء عَلَيْهِ وَإِنَّمَا برع بالتلقي عَنهُ وخطب بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَألف وَله من التآليف رِسَالَة فِي عمل المولد الشريف سَمَّاهَا خُلَاصَة الأبحاث والنقول فِي الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى {لقد جَاءَكُم رَسُول} ودرس بِبَعْض الْمدَارِس بعد وَفَاة أَبِيه وسعى بعض المتغلبين من الْعلمَاء الواردين على الْمَدِينَة فَأَخذهَا مِنْهُ وَكَانَ ذَلِك سَببا لمفارقته الْمَدِينَة ودخوله الرّوم حَتَّى قرر الْمدرسَة عَلَيْهِ وَألف فِي مُنْصَرفه رحْلَة سَمَّاهَا تحفة الأدباء وسلوة الغرباء تشْتَمل على مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين من محَاسِن الْأَخْبَار ولطائف الْآدَاب وَدخل دمشق مَعَ الركب الشَّامي فِي ثَمَان وعشرى

<<  <  ج: ص:  >  >>