فِيهِ شعراء متقدمين كالشريف الرضي وَمن نحا نَحوه وختمه يذكر بعض معاصريه من الشُّعَرَاء ثمَّ ذكر فِي آخِره حِصَّة وافية من نظمه فَمن ذَلِك قَوْله من قصيدة يمدح بهَا رُؤَسَاء الرّوم ومطلعها
(خفض عَلَيْك أَخا الظباء الغيد ... وَارْحَمْ مدامع جفني المسهود)
(كم ذَا أعلل بالأماني تَارَة ... قلبِي وطورا بانتظار وعود)
(وَلكم أَبيت بليلة الملسوع فِي ... اذني سميع فِي الْتِفَات رصيد)
(يَا مُسْرِفًا فِي هِجْرَة لمتيم ... هجرت محاجره لذيذ هجود)
(أَهْون برغبتك القلى والجهد فِي ... تَعْذِيب شلو فُؤَادِي المفؤود)
(لم يبْق هجرك فِي قلباً خافقا ... لسرور وغد أَو لخوف وَعِيد)
(وغدوت من فعل السقام كأنني ... أَوْهَام فكر فِي خيال بليد)
(أدنيتني حَتَّى ملكت حشاشتي ... وتركتني وَقفا على التنكيد)
وَقَوله من أُخْرَى
(معَاذ الْهوى إِن الصريع بِهِ يصحو ... ليعقل مَا يملى على سَمعه النصح)
(وَكَيف ترجى مِنْهُ يَوْمًا إفاقة ة ... وَزيد الْهوى فِي عقله عظم الْقدح)
(دع الْقلب يشقى فِي طَرِيق ضلاله ... فَفِي رَأْيه أَن الْوُصُول بهَا نحج)
(تؤمل آمالا مدى الْعُمر دونهَا ... كَانَ مطايا النائبات بِهِ جمح)
(يكتم أسرار الغرام فُؤَاده ... ويفضحه من مزن مقلته السح)
(لقد ألفت عَيناهُ أَن تنضح الرما ... وَتلك دمالب بِهِ أحكم الجرج)
(يعاف الْكرَى مِنْهُ المحاجر كَارِهًا ... نزُول جراح جرحها شَأْنه الرشح)
(لَهُ فِي انْتِظَار لطيف جفن مؤرق ... تفيئه من شدَّة الأرق الْقرح)
(وَلم يدر أَن الطيف يحذر ان يرى ... نزيل بيُوت دأب أَبْوَابهَا الْفَتْح)
(غَدا دهره بالهجر لَيْلًا جَمِيعه ... وحسبك دهر بالنوى كُله جنح)
(كَانَ نُجُوم الْأُفق فِيهِ تنصرت ... فَلَيْسَتْ لغير الشرق وجهتها تنحو)
(كَانَ الثريا والنسور تخاصما ... وظلا على جد بجانبه المزح)
(كَانَ بِهِ الشهب الثواقب تنبري ... مَرَاسِيل ذَات الْبَين يُرْجَى بهَا الصُّلْح)
(كَانَ بِهِ خيط المجرة جدول ... توارده الحبشان وازدحم التَّرَحِ)
(كَانَ ظلام اللَّيْل فِي الجو عثير ... تغشى صُفُوف الْجَيْش من جونه قبح)