للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(وبينما هى تجلى فى طرابلس ... والشأم طلت على مصر ونابلس)

(أذكرتنى مِنْهُ مَا لم أنيه أبدا ... وَلم يزل مؤنسى فى مجْلِس الانس)

(يَا من تنزه عَن احصا فضائله ... هَل فى حِسَابك انسى للعهود نسى)

(واننى لحفيظ للوداد وَلَو ... أعياك رسم وداد غير مندرس)

(لَا زلت عُمْدَة أهل الْفَصْل فى صعد ... الى العلى يَا عمادى غير منتكس)

(مَا لى سوى نسمات الشّعْر أبعثها ... تَحِيَّة لدمشق من طرابلس)

فَكتب اليه العمادى وَغير الْوَزْن والقافية

(عقدت لنفسى عهد ودك يَا أنسى ... وقلبى حفيظ قطّ للْعهد مَا أنسى)

(وحسبك اذ أضحى ثناؤك ديدنى ... فيورد فى وردى ويسرد فى درسى)

(رفعت عمادى فى بيُوت بنيتها ... من الْمجد وَالْفضل البليغ على أس)

(لقد سحبت سحبان للعى مفحما ... وَجَرت جرير اللفهاهة مَعَ قس)

(أَتَت تتهادى فى الطروس كَأَنَّهَا الْعَرُوس اذا مَا تجلى لَيْلَة الْعرس)

(وَلما تجلى فى دجى النَّفس بدرها ... تَلَوت عَلَيْهَا عوذة آيَة الكرسى)

(اذا مَسهَا كف الحسود لحسنها ... تخبطه الشَّيْطَان غيظا من الْمس)

(وتعقل عقل الساحرين بسحرها ... فَأحْسن بهَا فتانة الْجِنّ وَالْإِنْس)

(جَنِينا ثمار الْفضل من روض غرسها ... وناهيك روضا يانعا طيب الْغَرْس)

(فيأيها الْمولى الذى شاع فَضله ... لاسماعنا حَتَّى شهدناه بالحس)

(قصيدتك الفصحى كستنا بفصلها ... ملابس فَخر لبسهَا أنفس اللّبْس)

(وشاع لَهَا مَا بَين جلة جلق ... سنا بهجة قد لقبت ضرَّة الشَّمْس)

(فَمَا كل من صاغ الْمعَانى صائغا ... وَكم بَين دِينَار نضار الى فلس)

(فدم لتنال الشَّام فوزا بكم كَمَا ... طرابلس فازت ومصر مَعَ الْقُدس)

(وَلَا زلت فى ثوب السَّعَادَة رافلا ... وتصبح فى عز وفى نعْمَة تمسى)

(خدين الْعلَا مَا الشَّمْس حَمْرَاء أشرقت ... وَمَا غربت فى الافق صفراء كالورس)

ثمَّ ولى قَضَاء بَلْدَة كوتاهية ومرعش مَرَّات وَأعْطى قَضَاء الجيزة بِمصْر على وَجه التَّأْبِيد فَرَحل الى مصر وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ولى قَضَاء طرابلس ثَانِيًا وعزل عَنْهَا ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَكَّة المكرمة ثمَّ بَغْدَاد ثمَّ طرابلس ثَالِث مرّة وَلما أنشأ الْوَزير مُحَمَّد باشا كوبريلى وَقفه كَاف الى انشاء وقفية فصنعها على أسلوب عَجِيب من الانشاء التركى البديع

<<  <  ج: ص:  >  >>