واحتج وهب بقول الله تعالى:(وإلى عاد أخاهم هودا)، يعني: أخاهم في النسب.
قال: وإنما اليمن من ولد أرفخشذ بن سام بن نوح.
قال أبو عمر: لا خلاف بين أهل العلم بالنسب أن العرب كلها بجمعها جِذمان، والجذم: الأصل، فأحدهما عدنان، والأخر قحطان، فإلى هذين الجذمين ينتهي كل عربي في الأرض، ولا يخلو أحد من العرب من أن ينتمي إلى أحدهما، ولا بد أن يقال: عدناني، أو قحطاني.
ولهذين الجذمين خمسة شعوب، وإن شئت قلت: ثلاثة شعوب، تفرقت منها قبائل العرب، فالخمسة: مضر بحشوتها من أياد، وربيعة بحشوتها من أنَّمار، وقضاعة شعب، وسبأ شعب، وحضرموت شعب، والثلاثة: نزار، وسبأ، وحضرموت.
وإن شئت قلت: عدنان وربيعة ومضر، وإن شئت قلت: نَّزار، وإن شئت قلت: اليمن: قضاعة وسبأ وحضرموت وقحطان، وإذا قلت: سبأ، لم تحتج إلى ذكر حمير بن سبأ.