فِي غَزْوَة تَبُوك قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس لَا تسألوا نَبِيكُم عَن الْآيَات هَؤُلَاءِ قوم صَالح سَأَلُوا نَبِيّهم أَن يبْعَث لَهُم آيَة فَبعث الله لَهُم النَّاقة فَكَانَت ترد من هذات الْفَج تشرب مَاءَهُمْ يَوْم وُرُودهَا ويحلبون من لَبنهَا مثل الَّذِي كَانَت ترتوي من مَائِهِمْ يَوْم غبها وَكَانَت تصدر من هَذَا الْفَج فَعَتَوْا عَن أَمر رَبهم فَعَقَرُوهَا فَوَعَدَهُمْ الله ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ وعد الله أمرا غير مَكْذُوب وجاءتهم الصَّيْحَة فَأهْلك الله من تَحت مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا مِنْهُم إِلَّا رجلا كَانَ فِي حرم الله فَمَنعه حرم الله من عَذَاب الله عز وَجل هَذَا الرجل هُوَ أَبُو رِغَال وَهُوَ أَبُو ثَقِيف وَالْحجّة فِي ذَلِك مَا روى عبد الله بن عَمْرو قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين خرجنَا مَعَه إِلَى الطَّائِف فمررنا بِقَبْر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا قبر أبي رِغَال وَهُوَ أبي ثَقِيف وَكَانَ من ثَمُود وَكَانَ بِهَذَا الْحرم يدْفع عَنهُ فَلَمَّا خرج مِنْهُ أَصَابَته النقمَة الَّتِي أَصَابَت قومه بِهَذَا الْمَكَان فَدفن فِيهِ وَآيَة ذَلِك أَنه دفن مَعَه غُصْن من ذهب إِن أَنْتُم نَبَشْتُمْ عَنهُ أصبتموه مَعَه فَابْتَدَرَهُ النَّاس فَاسْتَخْرَجُوا مَعَه الْغُصْن
الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ روى أنس أَن ابْنة النَّضر بن أنس كسرت ثنية امْرَأَة فعرضت الدِّيَة فَأَبَوا أَن يقبلُوا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقصاص فَذكر الحَدِيث اسْم ابْنة النَّضر الرّبيع وَالَّذِي قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا تقتص مِنْهَا أَخُوهَا أنس بن النَّضر وَهُوَ مُبين فِي الحَدِيث
الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ روى ربعي بن حِرَاش قَالَ كُنَّا إخْوَة ثَلَاثَة وَكَانَ أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الْأَوْسَط فغبت عَنهُ إِلَى السوَاد ثمَّ قدمت على أَهلِي فَقَالُوا أدْرك أَخَاك فَإِنَّهُ فِي الْمَوْت فَخرجت أسعى إِلَيْهِ وَقد قضى وسجي بِثَوْب فَقَعَدت عَنهُ رَأسه أبكيه فَرفع يَده فكشف وَجهه وَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم قلت أَي أخي أحياة بعد الْمَوْت قَالَ نعم إِنِّي لقِيت رَبِّي فلقيني بِروح وَرَيْحَان وَرب غير غَضْبَان وَأَنه كساني ثيابًا خضرًا من سندس وإستبرق وَإِنِّي وجدت الْأَمر أيسر مِمَّا تحسبون ثَلَاثًا فاعملوا وَلَا تغتروا ثَلَاثًا وَإِنِّي لقِيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأقسم أَن لَا أَبْرَح حَتَّى آتيه فعجلوا جهازي ثمَّ طفا فَكَأَنَّهُ أسْرع من حَصَاة لَو ألقيت فِي مَاء فَقلت عجلوا جهاز أخي اسْم أحد أخوي ربعي من جراش مَسْعُود وَهُوَ أكبر الثَّلَاثَة وَاسم الآخر ربيع وَهُوَ صَاحب هَذِه الْقِصَّة
الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ روى مُسلم عَن مولى لعبد الْقَيْس أَن رجلا قَالَ لِابْنِ عمر الْوتر أسنة هُوَ قَالَ مَا سنة أوتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأوتر الْمُسلمُونَ قَالَ لَا أسنة هُوَ قَالَ مَه مَا تعقل أوتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأوتر الْمُسلمُونَ اسْم هَذَا السَّائِل لِابْنِ عمر ربيعَة بن هورى