للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَبعد هذَيْن الشباكين شباكان أَيْضا مسدودان يظهران للنَّاظِر والجدار شَاهِق الْبناء مَبْنِيّ بالأحجار الْكَبِيرَة الصَّفْرَاء جمال منظره يَقُول أَن هُنَاكَ كَانَ مدرسة كَبِيرَة أنفقت الْأَمْوَال الْكَثِيرَة فِي بنائها ثمَّ بعد رؤيتي لذَلِك دخلت بَابا وسرت فِي زقاق ضيق فوصلت إِلَى فسحة وَاحِدَة فِي وَسطهَا بركَة مَاء وَبَعض حجرات معدة للحياكة فسبحان الْبَاقِي

تَرْجَمَة واقفها

هُوَ الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن قليج النوري توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة قَالَ ابْن كثير وَدفن بتربته الَّتِي بمدرسته الْمَذْكُورَة الَّتِي كَانَت سكنه بدار الْفُلُوس قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخ الْإِسْلَام عَليّ بن قليج بن عبد الله الظَّاهِرِيّ الأميري الْكَبِير الْفَاضِل سيف الدّين أَبُو الْحسن كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا وَعِنْده فَضِيلَة قَالَ الشهَاب القوصي جمع بَين الإمرة والسيادة وجزالة الرَّأْي وَمَا قدم على جَيش إِلَّا وَلم شعثه انشد لنَفسِهِ فِي التحذير من احتقار الْعَدو

(لَا تحقرن عدوا لَان جَانِبه ... وان ترَاهُ ضَعِيف الْبَطْش وَالْجَلد)

(فللذبابة فِي الْجرْح المديد يَد ... تنَال مَا قصرت عَنهُ يَد الْأسد)

وَقَالَ إِن دَار الْفُلُوس الَّتِي كَانَت دَاره سميت فِي أَيَّام تنكز بدار الذَّهَب وَهِي دَار خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ وَهِي قبلي الْمدرسَة

تَرْجَمَة القَاضِي مُحَمَّد جلبي

قَالَ الْغَزِّي فِي الْكَوَاكِب السائرة هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أحد الموَالِي الرومية وَابْن مفتيها الملا أبي السُّعُود كَانَ فَاضلا بارعا ترقى فِي المناصب حَتَّى أعطي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَكَانَ سخيا مَا أَتَانَا من الرّوم أسخى مِنْهُ وَكَانَ ودودا قَالَ وَاجْتمعت الْخِصَال المحمودة فِيهِ وَمر يَوْمًا بسوق الأساكفة غربي بَاب الْبَرِيد فوقفوا وَشَكوا إِلَيْهِ مَا هم فِيهِ من هم الْعَوَارِض من الصفين الغربي والشرقي فأزالها وَلم يسْأَل عَن غنيهم وَلَا عَن فقيرهم اهـ وَمَا ذكرت هَذِه الْحِكَايَة إِلَّا لأبين أَن وَظِيفَة البلدية فِي ذَلِك الزَّمَان كَانَ بَعْضهَا إِلَى الْقُضَاة

<<  <   >  >>