قَالَ هَذَا كَلَام الزَّنَادِقَة ويله هَذَا جهمي وَكَانَ فِي الْكتاب الَّذِي كتب بِهِ أَن هَذَا الرجل قَالَ لَو أَن غُلَاما من غلْمَان حَارِث يَعْنِي المحاسبي لخَبر أهل طرطوس فَقَالَ أَبُو عبد الله أَشد مَا هَا هُنَا قَوْله لَو أَن غُلَاما من غلْمَان حَارِث لخَبر أهل طرطوس مَا البلية إِلَّا حَارِث حذروا عَنهُ أَشد التحذير
قَالَ أَبُو بكر الْمَرْوذِيّ جَاءَنِي حسن بن الْبَزَّاز برقعة فِيهَا كَلَام هَذَا الرجل بِخَطِّهِ قَالَ إِن هَذَا خطه فِيهَا مَكْتُوب إِنِّي إِنَّمَا حكيت عَن غَيْرِي فَلَمَّا قرأتها قلت لحسن قد أقرّ قَالَ إِنِّي أقرّ قلت فَقَوله حكيت عَن غَيْرِي قلت لأبي عبد الله بِأَيّ شئ ترى قَالَ دَعه حَتَّى يقر وَبلغ أَبَا عبد الله عَن حسن أَنه قَالَ بعد مَجِيئه إِلَى أبي عبد الله بالرقعة لَيْسَ لَهُ عِنْد ابي عبد الله إِلَّا خيرا فَقَالَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ قد علمت مَا فِي قلبِي حَتَّى على مثل هَذَا قل لَهُ لَا تحك عني شَيْئا مرّة فَلَقِيت حسنا فَقَالَ لَيْسَ أحكى عَنهُ شَيْئا
ثمَّ أَيْضا قَول الْقَائِل لما خلق الله الأحرف جعلهَا سرا لَهُ فَلَمَّا خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام بَث ذَلِك السِّرّ فِيهِ وَلم يبث ذَلِك السِّرّ فِي أحد من مَلَائكَته فَسَاده ظَاهر من وُجُوه
أَحدهَا أَن فِيهِ أَنه خلق الْحُرُوف قبل خلق آدم وَهَذَا لم يقلهُ أحد من الْمُسلمين فَإِن الَّذين يَقُولُونَ بخلقها يَقُولُونَ إِنَّمَا يخلقها إِذا اراد إِنْزَال كَلَامه على رَسُوله فيخلق حروفا فِي الْهَوَاء يسْمعهَا جِبْرِيل