للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ قَالَ أَبُو الْقَاسِم وَاعْلَم أَن سَماع الْأَشْعَار بالألحان الطّيبَة والنغم المستلذة إِذا لم يعْتَقد المستمع مَحْظُورًا وَلم يسمع على مَذْمُوم فِي الشَّرْع وَلم ينجر فِي زمَان هَوَاهُ وَلم ينخرط فِي سلك لهوه مُبَاحا فِي الْجُمْلَة وَلَا خلاف أَن الْأَشْعَار أنشدت بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه سَمعهَا وَلم يُنكر عَلَيْهِم فِي إنشادها فَإِذا جَازَ سماعهَا بِغَيْر الألحان الطّيبَة فَلَا يتَغَيَّر الحكم بِأَن يسمع بالألحان هَذَا ظَاهر من الْأَمر ثمَّ مَا يُوجب للمستمع توفر الرَّغْبَة على الطَّاعَات وتذكر مَا أعد الله لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ من الدَّرَجَات ويحمله على التَّحَرُّز من الزلات وَيُؤَدِّي إِلَى قلبه فِي الْحَال صفاء الواردات مُسْتَحبّ فِي الدّين ومختار فِي الشَّرْع

قَالَ وَقد جرى على لفظ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا هُوَ قريب من الشّعْر وَإِن لم يقْصد أَن يكون شعرًا وَذكر الحَدِيث الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَت الْأَنْصَار يحفرون الخَنْدَق

<<  <  ج: ص:  >  >>