للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالسَّمَاع من النِّسَاء وَالصبيان من جملَة القربات والطاعات

وَهَذَا من أعظم تَبْدِيل الدّين فَإِن الرجل لَو جعل النّظر إِلَى امْرَأَته فِي الصَّلَاة أَو الصّيام أَو الِاعْتِكَاف من جملَة الْعِبَادَة كَانَ مبتدعا بل كَانَ هَذَا كفرا فَكيف إِذا جعل النّظر إِلَى الْمَرْأَة الْأَجْنَبِيَّة أَو الْأَمْرَد فِي الصَّلَاة من جملَة الْعِبَادَات كَمَا يَفْعَله بَعضهم وَقد أوقد شمعة على وَجه الْأَمْرَد فيستجليه فِي صلَاته ويعد ذَلِك من عباداته هَذَا من أعظم تَبْدِيل الدّين ومتابعة الشَّيَاطِين

وَهَذَا إِذا كَانَ الْعَمَل عبَادَة فِي نَفسه كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَام فَكيف إِذا كَانَ الْعَمَل بِدعَة عَظِيمَة وَهُوَ سَماع المكاء والتصدية وَضم إِلَيْهِ مُشَاهدَة الصُّور الجميلة وَجعل سَماع هَذِه الْأَصْوَات ورؤية هَذِه الصُّور من الْعِبَادَات فَهَذَا من جنس دين الْمُشْركين

وَلَقَد حَدثنِي بعض الْمَشَايِخ أَن بعض مُلُوك فَارس قَالَ لشيخ رَآهُ قد جمع النَّاس على مثل هَذَا الِاجْتِمَاع يَا شيخ إِن كَانَ هَذَا هُوَ طَرِيق الْجنَّة فَأَيْنَ طَرِيق النَّار

الْوَجْه الثَّانِي أَن التطريب بالآلات الملهية محرم فِي السماع الَّذِي أحبه الله وشرعه وَهُوَ سَماع الْقُرْآن فَكيف يكون قربَة فِي السماع الَّذِي لم يشرعه الله وَهل ضم مَا يشرعه الله إِلَى مَا ذمه يصير الْمَجْمُوع الْمعِين بعضه

<<  <  ج: ص:  >  >>