فالاستحلال الَّذِي يكون من موارد الِاجْتِهَاد وَقد أَخطَأ المستحل فِي تَأْوِيله مَعَ ايمانه وحسناته هُوَ مِمَّا غفره الله لهَذِهِ الامة من الْخَطَأ فِي قَوْله رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا ان نَسِينَا اَوْ اخطأنا سُورَة الْبَقَرَة ٢٨٦ كَمَا اسْتحلَّ بَعضهم بعض انواع الرِّبَا واستحل بَعضهم نوعا من الْفَاحِشَة وَهُوَ اتيان النِّسَاء فِي حشوشهن واستحل بَعضهم بعض انواع الْخمر واستحل بَعضهم اسْتِمَاع المعازف واستحل بَعضهم من دِمَاء بعض بالتأويل مَا اسْتحلَّ
فَهَذِهِ الْمَوَاضِع الَّتِي تقع من اهل الايمان وَالصَّلَاح تكون سيئات مكفرة اَوْ مغفورة اَوْ خطأ مغفورا وَمَعَ هَذَا فَيجب بَيَان مَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة من الْهَدْي وَدين الْحق والامر بذلك وَالنَّهْي عَن خلَافَة بِحَسب الامكان
ثمَّ هَذِه الامور الَّتِي كَانَت من اولئك تكْثر وتتغلظ فِي قوم اخرين بعدهمْ حَتَّى تَنْتَهِي بهم الى استحلال محارم الله وَالْخُرُوج عَن دين الله واذا تغلظت هَذِه الامور عاقب الله اصحابها بِمَا يَشَاء