للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بِالْمَدِينَةِ حَبسهم الْعذر فَأخْبر أَن الْقَاعِد بِالْمَدِينَةِ الَّذِي لم يحْبسهُ الا الْعذر هُوَ مثل من مَعَهم فِي هَذِه الْغَزْوَة وَمَعْلُوم أَن الَّذِي مَعَه فِي الْغَزْوَة يُثَاب كل وَاحِد مِنْهُم ثَوَاب غاز على قدر نِيَّته فَكَذَلِك الْقَاعِدُونَ الَّذين لم يحبسهم الا الْعذر وَمن هَذَا الْبَاب مَا ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ اذا مرض العَبْد أَو سَافر كتب لَهُ مَا كَانَ يعْمل وَهُوَ صَحِيح مُقيم فَإِنَّهُ اذا كَانَ يعْمل فِي الصِّحَّة والاقامة عملا ثمَّ لم يتْركهُ الا لمَرض أَو سفر ثَبت أَنه انما ترك لوُجُود الْعَجز وَالْمَشَقَّة لَا لضعف النِّيَّة وفتورها فَكَانَ لَهُ من الارادة الجازمة الَّتِي لم يتَخَلَّف عَنْهَا الْفِعْل الا لضعف الْقُدْرَة مَا لِلْعَامِلِ وَالْمُسَافر وان كَانَ قَادِرًا مَعَ مشقة كَذَلِك بعض الْمَرَض الا أَن الْقُدْرَة الشَّرْعِيَّة هِيَ الَّتِي يحصل بهَا الْفِعْل من غير مضرَّة راجحة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ اليه سَبِيلا وَقَوله فَمن لم يسْتَطع فاطعام سِتِّينَ مِسْكينا وَنَحْو ذَلِك لَيْسَ الْمُعْتَبر فِي الشَّرْع الْقُدْرَة الَّتِي يُمكن وجود

<<  <   >  >>