فِي بذل المَال الَّذِي هُوَ مَادَّة النَّفس فاذا كَانَ حبه لله وعطاؤه لله وَمنعه لله دلّ على كَمَال الايمان بَاطِنا وظاهرا وأصل الشّرك فِي الشركين الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا انما هُوَ اتِّخَاذ أنداد يحبونهم كحب الله كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وَمن كَانَ حبه لله وبغضبه لله لَا يحب الا الله وَلَا يبغض الا الله ولايعطي الا الله وَلَا يمْنَع الا الله فَهَذِهِ حَال السَّابِقين من أَوْلِيَاء الله كَمَا روى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يَقُول الله من عادى لي وليا فقد آذنته بِالْحَرْبِ وَمَا تقرب الي عَبدِي بِمثل أَدَاء مَا افترضته عَلَيْهِ وَلَا يزَال عَبدِي يتَقرَّب إِلَيّ بالنوافل حَتَّى أحبه فَإِذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ وبصره الَّذِي يبصر بِهِ وَيَده الَّتِي يبطش بهَا وَرجله الَّتِي يمشي بهَا فَبِي يسمع وَبِي يبصر وَبِي يبطش وَبِي يمشي وَلَئِن سَأَلَني لأعطينه وَلَئِن استعاذني لأعيذنه وَمَا ترددت عَن شَيْء أَنا فَاعله ترددي عَن قبض نفس عَبدِي الْمُؤمن يكره الْمَوْت وَأَكْثَره مساءته وَلَا بُد لَهُ مِنْهُ فَهَؤُلَاءِ الَّذين أَحبُّوا الله محبَّة كَامِلَة تقربُوا بِمَا يُحِبهُ من النَّوَافِل بعد تقربهم بِمَا يُحِبهُ من الْفَرَائِض أحبهم الله محبَّة كَامِلَة حَتَّى بلغُوا مَا بلغوه وَصَارَ أحدهم يدْرك بِاللَّه ويتحرك بِاللَّه بِحَيْثُ أَن الله يحيب مَسْأَلته ويعذه مِمَّا استعاذ مِنْهُ وَقد ذمّ فِي كِتَابه من أحب أندادا من دونه قَالَ تَعَالَى وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل بكفرهم وذم من اتخذ الهه هَوَاهُ وَهُوَ أَن يتأله مَا يهواه وَيُحِبهُ وَهَذَا قد يكون فعل الْقلب فَقَط وَقد مدح تَعَالَى وذم فِي كِتَابه فِي غير مَوضِع على الْمحبَّة والارادة والبغض والسخط والفرح وَالْغَم وَنَحْو
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute