للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثامن: وفاته]

توفي الحافظ العراقي عقب خروجه من الحمام بالقاهرة نصف ليلة الأربعاء ثامن شهر شعبان سنة ست وثمان مائة عن واحد وثمانين عاما، وثلاثة أشهر إلا أياما، وصلى عليه الشيخ شهاب الدين الذهبي (١)، ودفن بباب البرقية. (٢)

ورثاه ابن حجر في قصيدة طويلة مطلعها:

مُصاب لم يُنفَّس للخناق .. أصار الدمعَ جارا للمآقي (٣)

ومن الطرائف ما قال ابن حجر أيضا في ترجمة ابن الملقن من إنباء الغمر (٤):

"وهؤلاء الثلاثة: العراقي، والبلقيني، وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن، الأول في معرفة الحديث وفنونه، والثاني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي، والثالث في كثرة التصانيف، وقدر أن كل واحد من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة، ومات قبله بسنة، فأولهم ابن الملقن ولد سنة ثلاث وعشرين، ومات سنة أربع وثمان مائة، والبلقيني ولد سنة أربع وعشرين، ومات سنة خمس وثمان مائة، والعراقي ولد سنة خمس وعشرين، ومات سنة ست وثمان مائة". اه.

رحمهم الله رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته.

[المبحث الثاني: دراسة الكتاب]

[المطلب الأول: تحقيق اسم الكتاب]

لم ينصّ الحافظ العراقي في مقدمة شرحه لجامع الترمذي على اسم خاص له، لكن ورد اسم "تكملة شرح الترمذي" على غلاف


(١) هو أحمد بن الجوبان الذهبي الدمشقي، الكاتب المجود، المتوفى سنة ٨١٦ هـ. (انظر: الضوء اللامع (١/ ٢٦٨).
(٢) انظر: ذيل الدرر الكامنة (ص ١٤٥)، والمجمع المؤسس (٢/ ١٨٨)، وإنباء الغمر (٢/ ٢٧٧)، والدليل الشافي (١/ ٤٠٩)، والضوء اللامع (٤/ ١٧٧).
(٣) انظر: إنباء الغمر (٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩).
(٤) (٢/ ٣١٨ - ٣١٩).

<<  <   >  >>