للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أي بتمام شرح الباب الذي قبله، وهو باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم.

وهذا موافق لما جاء على صفحة العنوان من النسخة المحفوظة بالمكتبة السليمانية برقم (٥١٣): "الأخير من شرح الترمذي للحافظ العراقي من باب في الثبات عند القتال من الجهاد إلى باب ما جاء في شفقة المسلم، وهو آخر ما انتهى إليه الشارح، ولم يكمل الكتاب".

وقد وصل إلينا هذا الشرح، فلله الحمد والمنة.

[المطلب الرابع: في شروح جامع الترمذي، ومكانة شرح العراقي بينها]

أولا: شروح جامع الترمذي (١):

جامع الإمام الترمذي أحد دواوين السنة التي عليها مدار الإسلام، ومن ثم حظي بعناية العلماء، فشرحه غير واحد. ومن شروحه:

١. عارضة الأحوذي (٢) في شرح سنن الترمذي للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي، المالكي، المعروف بابن العربي المتوفى سنة ٥٤٣ هـ.

وهو شرح متوسط، اهتم مؤلفه بالأحكام المستنبطة من الأحاديث، والمسائل الفقهية مركزا على أقوال المالكية، ولم يعتن بتخريج أحاديث الترمذي، وما يشير إليه الترمذي في


(١) انظر: مقدمة تحفة الأحوذي (١/ ١٨٠ - ١٩٠)، والإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع لعداب الحمش (١/ ٣٩ - ٤٥)، ومقدمة محقق النفح الشذي (١/ ٧٠ - ٨٥)، والأحاديث الحسان الغرائب لعبد الباري الأنصاري (٦٩ - ٧٤).
(٢) قال ابن خلكان: "ومعنى عارضة الأحوذي: فالعارضة القدرة على الكلام، يقال: فلان شديد العارضة إذا كان ذا قدرة على الكلام. والأحوذي الخفيف في الشيء لحذقه. وقال الأصمعي: المشمر في الأمور، القاهر لها، الذي لا يشذ عليه منها شيء. وهو بفتح الهمزة، وسكون الحاء المهملة، وفتح الواو، وكسر الذال المعجمة، وفي آخره ياء مشددة. (وفيات الأعيان ٣/ ٤٢٤). وعقب سعيد أعراب ابنَ خلكان، فقال: وهو تفسير مخالف ما يفيده سياق كلامه في غير ما موضع من هذا الكتاب من أنها تعني ما يعرض في الذهن من معاني الكتاب. (مع القاضي أبي بكر ابن العربي ص ١٣٧).

<<  <   >  >>