وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يُفَارِقُهُ كِتَابٌ يَدْرُسُهُ، فَإِذَا دَعَاهُ رَجُلٌ إِلَى دَعْوَةٍ شَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَسِّعَ لَهُ مِقْدَارَ مَسُورَةٍ، يضع فِيهَا كتابا وَيقْرَأ.
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ النَّحْوِيُّ يَدْرُسُ جَمِيعَ أَوْقَاتِهِ، حَتَّى فِي الطَّرِيقِ، وَكَانَ رُبَّمَا سَقَطَ فِي جَرْفٍ أَوْ خَبَطَتْهِ دَابَّةٌ.
وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّهِ كَانَ يَشُدُّ فِي وَسَطِهِ خَيْطًا إِذا قَامَ من اللَّيْل يدرس خوفًا أَنْ يَسْقُطَ إِذَا نَعَسَ.
وَكَانَ ابْنُ الْفُرَاتِ لَا يَتْرُكُ كُلَّ يَوْمٍ إِذَا أَصْبَحَ أَنْ يَحْفَظَ شَيْئًا وَإِنْ قَلَّ.
وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَتَى تَبْلُغُ مِنَ الْعِلْمِ مَبْلَغًا يُرْضِي، وَأَنْتَ تُؤْثِرُ النَّوْمَ عَلَى الدَّرْسِ، وَالأكْلَ عَلَى الْقِرَاءَةِ.
وَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا حَنِيفَةَ عَمَّا يُورِثُ الْحِفْظَ، فَقَالَ: البرز، البرز
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute