وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ عَنْ رَأْيِكَ فَمَضَتْ إِلَيْهَا فَذَكَرَتْ لَهَا ذَلِكَ عَنْهُ فَبَكَتْ وَقَالَتْ يُبَاعِدُنِي عَنْ قُرْبِهِ وَلِقَائِهِ فَلَمَّا أَذَابَ الْجِسْمُ مِنِّي تَعَطَّفَا
فَلَسْتُ بِآتِي موضعا فِيهِ قاتلي ... كف بِي سَقَامًا أَنْ أَمُوتَ كَذَا كَفَى
وَتَرَامَتْ بِهَا الْعِلَّةُ وَتَزَايَدَ الْمَرَضُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ
وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ عَلِقَ بَدْرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمَدَانِيُّ نُعْمَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ عُطَارِدٍ وَكَانَ سَبَبُ عَلاقَتِهِ أَنَّهُ رَآهَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَفَتِنَتْهُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْحُبَّ يَعْرِضُ لِي ... عِنْدَ الطَّوَافِ بِبَيْتِ اللَّهِ ذِي السُّتَرِ
حَتَّى بَدَتْ فِي طَوَافِ الْبَيْتِ جَارِيَةٌ ... أَظُنُّهَا فِتْنَةً لَيْسَتْ مِنَ الْبَشَرِ
ثُمَّ عَظُمَ عَلَيْهِ الأَمْرُ فِي لَيْلَتِهِ وَامْتَنَعَ النَّوْمُ مِنْهُ فَلَمَّا بَدَا الصُّبْحُ أَنْشَأَ يَقُولُ
يَا صُبْحُ قَدْ جِئْتَ عَلَى ياس ... من عشاق مَاتَ بِوَسْوَاسِ
صَبْرًا وَتَسْلِيمًا لِمَا قَدْ قَضَى ... ذُو الْمَنِّ وَالطُّولِ عَلَى رَأْسِي
وَكَانَتْ تَنْزِلُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا عَزَمَتْ عَلَى الرَّحِيلِ أَنْشَأَ يَقُولُ
جَدَّ الرَّحِيلُ فَكَيْفَ وَيْحَكَ تَصْنَعُ ... أَتَرَاكَ تَصْبِرُ أَمْ إِخَالُكَ تَجْزَعُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute