وكل كَافِر وَإِذا فكر الْعَاقِل فِي أَن فضل آبَائِهِ لَا يقر بِهِ من ربه تَعَالَى وَلَا يكسبه وجاهة لم يحزها هُوَ بسعده أَو بفضله فِي نَفسه وَلَا مَالا فَأَي معنى للإعجاب بِمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ وَهل المعجب بذلك إِلَّا كالمعجب بِمَال جَاره وبجاه غَيره وبفرس لغيره سبق كَانَ على رَأسه لجامه وكما تَقول الْعَامَّة فِي أَمْثَالهَا كالغبي يزهى بذكاء أَبِيه فَإِن تعدى بك الْعجب إِلَى الامتداح فقد تضَاعف سقوطك لِأَنَّهُ قد عجز عقلك من مقاومة مَا فِيك من الْعجب هَذَا إِن امتدحت بِحَق فيكف إِن امتحدت بِالْكَذِبِ وَقد كَانَ ابْن نوح وَأَبُو إِبْرَاهِيم وَأَبُو لَهب عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقرب النَّاس من أفضل خلق الله تَعَالَى وَمِمَّنْ الشّرف كُله فِي اتباعهم فَمَا انتفعوا بذلك وَقد كَانَ فِيمَن ولد لغير رشدة من كَانَ الْغَايَة فِي رياسة الدُّنْيَا كزياد وَأبي مُسلم وَمن كَانَ نِهَايَة فِي الْفضل على الْحَقِيقَة كبعض من نجله عَن ذكره فِي مثل هَذَا الْفَصْل مِمَّن يتَقرَّب إِلَى الله تَعَالَى بحبه والاقتداء بحميد آثاره وَإِن أعجبت بِقُوَّة جسمك فتفكر فِي أَن الْبَغْل وَالْحمار والثور أقوى مِنْك وأحمل للأثقال وَإِن أعجبت بخفتك فَاعْلَم أَن الْكَلْب والأرنب يفوقانك فِي هَذَا الْبَاب فَمن الْعجب العجيب إعجاب نَاطِق بخصلة يفوقه فِيهَا غير النَّاطِق وَاعْلَم أَن من قدر فِي نَفسه عجبا أَو ظن لَهَا على سَائِر النَّاس فضلا فَلْينْظر إِلَى صبره عِنْدَمَا يدهمه من هم أَو نكبة أَو وجع أَو
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute