(فَقلت امير الْمُؤمنِينَ وانما ... بقيت فنَاء بعده للخلائف)
(وَقد بقيت فِي أم رَأْسِي فضلَة ... فإمَّا لحزم أَو لرأي مُخَالف)
فَدفع الْكتاب إِلَى الْفضل بن سهل فَوَقع فِيهِ بِحَضْرَتِهِ يَا نصف انسان وَالله لَئِن هَمَمْت لافعلن وَلَئِن فعلت لابرمن وَلَئِن ابرمت لاحكمن وَالسَّلَام
فَلَمَّا وصل الْجَواب إِلَى طَاهِر كتب إِلَى الْمَأْمُون يعْتَذر يَا امير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا انا كالامة السَّوْدَاء أَن احسن اليها سرت وان اسيء اليها دمدمت وان عُفيَ بعنها طغت وَالسَّلَام
وَركب يَوْمًا بِبَغْدَاد فِي حراقته فاعترضه مقدس بن صَيْفِي الخلوتي الشَّاعِر وَقد ادنيت من الشط فَقَالَ ايها الامير أَن رَأَيْت أَن تسمع مني ابياتا قَالَ هَات فأنشده شعر
(عجبت لحراقة ابْن الْحُسَيْن ... لَا غرقت كَيفَ لَا تغرق)
(وبحران من فَوْقهَا وَاحِد ... وَآخر من تحتهَا مطبق)
(واعجب من ذَاك اعوادها ... وَقد مَسهَا كَيفَ لَا تورق)
فَقَالَ اعطوه ثَلَاثَة الاف دِينَار وَقَالَ لَهُ زِدْنَا حَتَّى نزيدك فَقَالَ حسبي وَقَالَ بَعضهم كَانَ لي ثَلَاث سِنِين اتردد إِلَى بَاب طَاهِر فَلَا اصل اليه فَركب يَوْمًا للعب بالصولجة فصرت إِلَى الميدان فَإِذا الْوُصُول مُتَعَذر وَإِذا فُرْجَة من بُسْتَان فَقلت انا بِاللَّه وَبِك ايها الامير واياك قصدت وَقد قلت فِيك بَيْتِي شعر فَقَالَ هاتهما وَاقْبَلْ ميكال الي فزجره فانشدته
(اصبحت بَين خصَاصَة وتجمل ... وَالْحر بَينهمَا يَمُوت هزيلا)
(فامدد الي يدا تعود بَطنهَا ... بذل السُّؤَال وظهرها التقبيلا)
فَأمر لي بِعشْرَة الاف دِرْهَم وَقَالَ هَذِه ديتك فَلَو ادركك ميكال لقتلك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute