لزاحمت قُريْشًا فِي منابرها ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ يَا قوم إِذا دَعَوْت فَأمنُوا ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهد بني عَامر واشغل عني عَامر بن الطُّفَيْل بِمَا شِئْت وَكَيف شِئْت وانى شِئْت وَخَرجُوا رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق نزل عَامر بِامْرَأَة من بني سلول فَبعث الله على عَامر بن الطُّفَيْل الطَّاعُون فِي عُنُقه فَقتله فَجعل عَامر يَقُول يَا بني عَامر أغدة كَغُدَّة بعير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة
وَجعل يشْتَد وينزو إِلَى السما وَيَقُول يَا موت آبرز الي حَتَّى أَرَاك وَكَانَ يَوْم مَاتَ ابْن بضع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ مولده قبل مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع عشرَة سنة
وابو برَاء ملاعب الاسنة عَامر بن مَالك هُوَ عَم عَامر هَذَا وَلما قدم اربد ارْض بني عَامر قَالُوا لَهُ مَا وَرَاك قَالَ لقد دَعَانَا مُحَمَّد إِلَى عبَادَة شَيْء لوددته عِنْدِي الان فأرميه بنبلي هَذَا فَأَقْتُلهُ فَخرج بعد مقَالَته هَذِه بيومين مَعَه جمل يَبِيعهُ فَأرْسل الله عَلَيْهِ وعَلى جمله صَاعِقَة واحرقتهما مكانهما ونصبت بَنو عَامر على قبر عَامر نِصَابا ميلًا فِي ميل حمى على قَبره وَكَانَ جَبَّار بن سلمى غَائِبا فَلَمَّا قدم قَالَ مَا هَذِه الانصاب قَالُوا حمى على قبر عَامر قَالَ ضيقتم على أبي عَليّ أَن أَبَا عَليّ فضل على النَّاس بِثَلَاث كَانَ لَا يعطش حَتَّى يعطش الْبَعِير وَلَا يضل حَتَّى يضل النَّجْم وَلَا يجبن حَتَّى يجبن السَّيْل