للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى (١)

وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة (٢) فلابد أن تكون له صفة (٣) إما صفة كمال وإما صفة نقص (٤) والثاني (٥) باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة ولهذا (٦) أظهر الله تعالى بطلان إلوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز فقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له (٧) إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} (٨) [الأحقاف: ٥] .

وقال تعالى: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} (٩)

[النحل: ٢٠، ٢١] .

وقال


(١) والشاهد من الآية هو قوله {ولله المثل الأعلى} أي الوصف لأن المثل من بين انطلاقاته الوصف كما قال تعالى {مثل الجنة التي وعد المتقون} أي وصف الجنة وانظر في ذلك كتاب أمثال القرآن لعبد الرحمن حبنكة الميداني ص ٣٣ وللمثل معان أخرى سنذكرها في الملحق.
(٢) احترازاً من الموجود الذهني وقد سبق بيان ذلك في القاعدة الثانية من قواعد الأسماء.
(٣) ذكر المؤلف الأدلة على ذلك في القاعدة الثانية من قواعد الأسماء.
(٤) هذه قسمة عقلية تامة إذ لا يوجد قسم ثالث ووجه القسمة أنها بين الكامل وهو الرب وبين الناقص وهو المخلوق، وهناك ما يسمى بالقسمة الاستقرائية المبنية على التتبع لكن العقل لا يمنع قسماً زائداً كتقسيم الأديان السماوية إلى ثلاثة، المنطق للمظفر ص ١١٥
(٥) أي صفة النقص.
(٦) هذا هو الدليل على أن صفة النقص للرب باطل.
(٧) والشاهد من الآية أن هذه الأصنام لا قدرة لها البتة على الخلق والإيجاد والإعدام والنفع والضر واستجابة الطلب وكلها صفات نقص.
انظر تفسير الرازي (٢٨/٦) .
(٨) وهذا ايضاً نقص وإنما جاز وصف الأصنام بالغفلة وهي لا تليق إلا بالعقلاء لأنهم لما عبدوها ونزلوها منزلة من يضر وينفع صح أن يقال فيها إنها بمنزلة الغافل.
انظر التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيء الغرناطي (٤/٧٤) .
(٩) ... فوصفهم الله بالعجز لأمور:

أ - أنهم لا يخلقون شيئاً قليلاً أو كثيراً بل هم يُخلقون فكيف يخلقون مع افتقارهم في إيجادهم إلى الله.
ب - أنهم أموات لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقلون شيئاً.
جـ- هذه الأصنام لا تعلم متى يبعث عابدوها فهم سووا بين الكامل من جميع الوجوه =

<<  <   >  >>