رَأَيْت جبهة كالمرآة الصقيلة يزينها شعر حالك كأذناب الْخَيل المضفورة إِن أَرْسلتهُ خلته السلَاسِل وَإِن مشطته قلت عَنَّا قيد كرم جلاها الوابل وَمَعَ ذَلِك حاجبان كَأَنَّهُمَا خطا بقلم أَو سُودًا بحمم قد تقوسا على مثل عين العبهرة الَّتِي لم يرعها قانص وَلم يذرها قسورة بَينهمَا أنف كَحَد السَّيْف المصقول لم يخنس بِهِ قصر وَلم يمعن بِهِ طول حفت بِهِ وجنتان كالأرجوان فِي بَيَاض مَحْض كالجمان شقّ فِيهِ فَم كالخاتم لذيذ المبتسم فِيهِ ثنايا غر ذَوَات أشر وأسنان كالدر وريق كَالْخمرِ لَهُ نشر الرَّوْض بِالسحرِ يَنْقَلِب فِيهِ لِسَان ذُو فصاحة وَبَيَان يقلبه بِهِ عقل وافر وَجَوَاب حَاضر تلتقي دونه شفتان حمراوان كالورد يجلبان ريقا كالشهد تَحت ذَاك عنق كإبريق الْفضة ركب فِي صدر تِمْثَال دمية يتَّصل بِهِ عضدان ممتلئان لَحْمًا مكتنزان شحما وذراعان لَيْسَ فيهمَا عظم يحس وَلَا عرق يجس ركبت فيهمَا كفان دَقِيق قصبهما لين عصبهما تعقد إِن شِئْت مِنْهُمَا الأنامل وتركب الفصوص فِي حفر المفاصل وَقد تربع فِي صدرها حقان كَأَنَّهُمَا رمانتان يخرقان عَلَيْهَا ثِيَابهَا من تَحْتَهُ بطن طوى كطى الطباطبى المدمجة كسى عكنا كالقراطيس المدرجة تحيط تِلْكَ العكن بسرة كمدهن العاج المجلو خلف ذَلِك ظهر كالجدول يَنْتَهِي إِلَى خصر لَوْلَا رَحْمَة الله لَا نخذل تَحْتَهُ كفل يقعدها إِذا نهضت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute