للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو الشرطُ الثاني، (وَقِيلَ): إنَّ المعنعَنَ والمؤنَّنَ (لا) يُحكَمُ باتصالِهما، بل هما مُنقطِعانِ، (وَقِيلَ أَنَّ) مفعولٌ مقدمٌ (اقْطَعْ) أي: احكُمْ -أيُّها المحدِّثُ- بانقطاعِ ما رُوِيَ بـ «أنَّ» حتى يتبيَّنَ السماعُ في ذلك الخبرِ بعينِه من جهةٍ أخرى.

(وَأَمَّا «عَنْ» صِلا) أي: أنَّك تحكُمُ باتصالِ ما رُوي بـ «عن» بالشرطَينِ السابقَينِ.

١٦١ - وَمُسْلِمٌ يَشْرِطْ تَعَاصُرًا فَقَطْ … وَبَعْضُهُمْ طُولَ صَحَابَةٍ شَرَطْ

[١٦١] (وَ) الإمامُ الحافظُ الحجةُ أبو الحسينِ (مُسْلِمٌ) بنُ الحجاجِ القُشَيريُّ صاحِبُ الصحيحِ (يَشْرِطْ) سُكِّنت طاؤه؛ فأدغِمت في التاءِ بعدها، وهو جائزٌ في سَعةِ الكلامِ، ويتعيَّن هنا للوزنِ (تَعَاصُرًا) مفعولُ «يشرِط» (فَقَطْ) أي: فحسْبُ، والمعنى: أنَّ مسلمًا -رحمه الله- اكتفَى في الحكمِ على الحديثِ المعنعَنِ بالاتصالِ بالمُعاصرةِ.

(وَبَعْضُهُمْ) أي: بعضُ العلماءِ، وهو أبو المُظفَّرِ بنُ السمعانيِّ (طُولَ صَحَابَةٍ) مفعولٌ مقدَّمٌ لـ «شَرَطْ» والصَّحابةِ بالكسرِ، والفتحِ.

والمعنى: أنَّ بعضَ العُلماءِ شَرَط -زيادةً على اللقاءِ- طُول صُحبةِ المعنعِنِ للمُعنعَنِ عنه، ولم يكتفِ بثُبوتِ اللقاءِ.

<<  <   >  >>