ومنهم من يقول فى المنفصل من أو أنت: أوّنت، وفى أبو أيوب أبوّيّوب، وهو فى المنفصل أسهل منه فى المتصل، لما يوهم «سوّة» أنه من مضاعف الواو، نحو القوّة والحوّة.
وقرأ:«سوءتهما» واحدة مجاهد.
ووجه ذلك أن السوءة فى الأصل فعلة من ساء يسوء، كالضربة والقتلة، فأتاها التوحيد من قبل المصدرية التى فيها.
فإن قلت: إن الفعلة واحدة من جنسها والواحد معرّض للتثنية والجمع.
قيل: قد يوضع الواحد موضع الجماعة وقد مضى ذلك مشروحا.
***
{هذِهِ الشَّجَرَةَ}(١٩) ومن ذلك قراءة ابن محيصن: «من هذى الشّجرة».
قال أبو الفتح: هذا هو الأصل فى هذه الكلمة، وإنما الهاء فى «ذه» بدل من الياء فى ذى، يدل على الياء الأصل: قولهم فى المذكر: «ذا»، فالألف فى ذا بدل من الياء فى ذى وأصل ذا عندنا ذى، وهو من مضاعف الياء مثل حىّ، فحذفت الياء الثانية التى هى لام تخفيفا فبقى ذى قال لى أبو على: فكرهوا أن يشبه آخره آخر كى وأى، وأبدلوها ألفا كما أبدلت فى باءس ويايس.
ويدل على أن أصل ذا ذىّ وأنه ثلاثى جواز تحقيره فى قولك: ذيّا، ولو كان ثنائيا لما جاز تحقيره كما لا تحقر «ما»، «ومن» لذلك. وقد شرحت هذا الموضع فى كتابى الموسوم بالمنصف بما يمنع من الإطالة بذكره هنا.
فأما الياء اللاحقة بعد الهاء فى «هذهى سبيلى» ونحوه فزائدة، لحقت بعد الهاء تشبيها لها بهاء الإضمار فى نحو مررت بهى، ووجه الشبه بينهما أن كل واحد من الاسمين معرفة مبهمة لا يجوز تنكيره، وإذا وقفت قلت: هذه، فأسكنت الهاء. ومنهم