للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذِي يفنى ليعتاضوا عَنهُ ملك الْآخِرَة الَّذِي يبْقى وأخرجوا ذَلِك من قُلُوبهم وايديهم واهتموا بِأَمْر الْآخِرَة وَالْعَمَل لَهَا لينالوا الْفَوْز الاكبر وَالنَّعِيم الدَّائِم.

وَمِنْهُم طبقَة عِنْد سَماع الموعظة أخرجُوا ملك الدُّنْيَا من قُلُوبهم وَلم يخرجوه من أَيْديهم واهتموا بِأَمْر الْآخِرَة مَعَ بقائهم فِي الْملك وَهَذِه الطَّبَقَة مجاهدتهم عَظِيمَة وَمثلهمْ فِي ذَلِك مثل من ألزم نَفسه الظمأ وبحضرته نهر بَارِد ينظر إِلَيْهِ وَيقدر على تنَاول شربة وَهَذَا كَانَ مقَام الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وأمرائهم وعمالهم وَمن سلك سبيلهم

وَمِنْهُم طبقَة أصمهم حب الدُّنْيَا ونيل لذاتها عَن اسْتِمَاع المواعظ واعمى أَبْصَارهم عَن كل مُذَكّر وواعظ فآثروا اللَّذَّات على الْمُهِمَّات وقطعتهم الشَّهَوَات عَن أُمُور الديانَات وسأذكر من أَخْبَار هَذِه الطَّبَقَات الثَّلَاث مَا يكون فِيهِ رياض لِذَوي الأفكار ورياضات لأولي الْأَبْصَار وَالله اعْلَم بِالصَّوَابِ

<<  <   >  >>