للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتجاههم إلى التجسيم والتعدد والنفعية واضحاً في جميع مراحل تاريخهم، وعلى الرغم من ارتباط وجودهم بإبراهيم إلاّ أن البدائية الدينية كانت طابعهم، وتعد كثرة أنبيائهم دليلاً على تجدد الشرك فيهم، وبالتالي تجدد الحاجة إلى أنبياء يجددون الدعوة إلى التوحيد، وكانت هذه الدعوات قليلة الجدوى على أي حال، فظهر للتاريخ بدائيون يعبدون الأرواح، والأحجار، وأحياناً مقلدون يعبدون معبودات الأمم المجاورة، التي كانت لها حضارة وفكر قلدهما اليهود"١.

ولعل من أسباب تحريفهم لكتبهم، هو أنه لما أقبلت عليهم الدنيا، أحبوها، واستولى حب المال على مشاعرهم وقلوبهم، كما قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} ٢.

فمن أجل حرصهم على المادة، باعوا دينهم في سبيلها، وحرفوا ما أنزل الله عليهم من الكتب، طمعاً في الكسب المادي الرخيص، والعرض الدنيوي الزائل، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا


١ أديان الهند الكبرى أحمد شلبي ص: ٢١٣.
٢ سورة البقرة الآية: ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>